المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

أكد بحث جديد أعد في "المعهد الإسرائيلي للديمقراطية" ونشر في الأيام الأخيرة أن اليهودي الإسرائيلي بإمكانه أن يحظى بمكان عمل بسرعة تعادل أربعة أضعاف الفرصة التي أمام طالب عمل من الفلسطينيين في إسرائيل، حتى وإن كانت مؤهلات الفلسطيني ملائمة للوظيفة، ومؤهلات اليهودي أقل.

ويعزز هذا البحث الحقائق على الأرض القائمة منذ ستة عقود ونيف، إذ أن البطالة بين المواطنين العرب تعادل ستة أضعاف البطالة بين اليهود.

وبموازاة ذلك صدر بحث لـ"معهد طاوب" الإسرائيلي عن قطاع الصيدلة، ودلّ على أن غالبية الصيادلة الجدد في إسرائيل هم من الصيادلة العرب، لترتفع نسبتهم من هامشية في سنوات الثمانين حتى نسبة 33% في المرحلة الحالية، ولكن رواتبهم تبقى أدنى بكثير من رواتب الصيادلة اليهود.

ويقول البحث الأول إن غالبية العاملين العرب من ذوي المؤهلات العلمية والمهنية يعملون في وظائف أقل من مؤهلاتهم بسبب قلة فرص العمل. ويقول المسؤول عن البحث الدكتور سامي ميعاري، إن البحث يرتكز على استطلاع ميداني تركزت الأسئلة فيه حول ظروف العمل والرواتب. وبين البحث أيضا أن معدل راتب العامل الفلسطيني، الذي لديه مؤهلات أكاديمية مساوية لمؤهلات العامل اليهودي، أقل بنسبة 12% من معدل رواتب اليهود.

وتصل معدل نسبة البطالة في إسرائيل إلى حدود 2ر5%، إلا أن البطالة بين اليهود تتراوح ما بين 5ر3% إلى 4% كحد أقصى، بينما البطالة بين العرب تتراوح ما بين 21% إلى 24%، وتصل النسبة في بلدات صحراء النقب، حيث يعيش أكثر من 220 ألفا من فلسطينيي 48، إلى ما يزيد عن 32%.

وجاء هذا البحث بالتزامن مع صدور بحث إسرائيلي جديد ونشرت تفاصيله قبل أيام قال إن ثلث الصيادلة (33%) في إسرائيل هم من المواطنين العرب، رغم أن العرب يشكلون 15% من اجمالي القوى العاملة، في حين أنه حتى قبل 15 عاما كان يشكل الفلسطينيون نسبة ضئيلة من الصيادلة. ويعود هذا إلى أن الغالبية الساحقة من الصيادلة الجدد في السنوات الأخيرة في إسرائيل هم من العرب، وأن الغالبية الساحقة منهم هم خريجو الجامعات الأردنية.

ويقول البحث الذي أعده "معهد طاوب" الإسرائيلي للأبحاث الاجتماعية إن عدد الصيادلة في إسرائيل تضاعف في السنوات الـ 25 الأخيرة ثلاث مرات، من 1982 صيدليا في العام 1988 إلى 6500 صيدلي في العام 2013، إلا أن هذا التزايد بوتيرة كبيرة جعل منطقة الشمال، ذات الأغلبية العربية، لديها فائض في عدد الصيادلة. ويؤكد البحث أن سبب الارتفاع الكبير في عدد الصيادلة هو الزيادة الحادة في عدد الصيادلة العرب الذين بغالبيتهم الساحقة يتعلمون في الأردن، وينجحون فور عودتهم إلى وطنهم في امتحان المهنة الإسرائيلي الذي يُعد صعباً.

ويتضح من البحث أن حال قطاع الصيادلة كحال كل قطاعات العمل بالنسبة للمواطنين العرب، إذ أن الصيادلة العرب يستصعبون العثور على مكان عمل، كما أنهم يحصلون على الرواتب الأقل.

ويؤكد البحث أن الصيدلي اليهودي يجد مكان عمل ملائماً له فور تخرجه، وحتى ثمة منهم من ينخرطون في العمل قبل حصولهم على الشهادة ورخصة العمل رسميا، في حين أن معدل الفترة التي يستغرقها الصيدلي العربي حتى العثور على مكان عمل تتراوح ما بين عام إلى عامين. ولكن هذا كما يبدو لا يكفي، إذ يتبين من البحث ذاته أن الفجوة بين معدل الصيادلة اليهود والعرب تصل إلى 40% لصالح اليهود.

وتحصل الصيدلانيات العربيات على الرواتب الأقل.

وتتراوح غالبية رواتب العرب غير الصافية بين 1560 دولارا شهريا إلى قرابة 2600 دولار، بينما معدل الأجور العام في إسرائيل هو 2450 دولارا. أما رواتب الصيادلة اليهود فهي أكثر من ضعفين، إذ تتراوح الرواتب غير الصافية من 2200 دولار إلى حد 5700 دولار للصيدلي اليهودي الواحد.

ويعزز هذا البحث استنتاجات أبحاث سابقة، وخاصة في مجال الطب، إذ تؤكد الابحاث أن أكثر من نصف خريجي الطب من الفلسطينيين في إسرائيل في السنوات الأخيرة هم من الجامعات الأردنية.

وكان تقرير سابق قد دلّ على أن خريجي الطب من الجامعات الأردنية حققوا أعلى نسبة نجاح من بين خريجي جميع الدول في امتحان مهنة الطب الإسرائيلي، الذي يُعد من أصعب الامتحانات في العالم، إذ بلغت نسبة النجاح من أول مرّة قرابة 90% مقابل 16% لخريجي ألمانيا و30% لخريجي إيطاليا.

وحسب التقارير، فإنه سنويا يتخرج من الجامعات الإسرائيلية نحو 750 طالب طب، ونسبة ضئيلة جدا لا تتعدى 3% من الطلبة العرب الذين يواجهون عقبات جمّة في الدخول إلى الجامعات الإسرائيلية بسبب سياسة التمييز العنصري، وفي المقابل يتخرج سنويا من جامعات الدول المختلفة نحو 500 طالب طب، وحسب التقديرات فإن ما بين 40% إلى 45% من بينهم من المواطنين العرب.

وتشكل المملكة الأردنية المتنفس الأساس للفلسطينيين في إسرائيل من حيث التعليم العالي، وحسب تقديرات غير رسمية يتعلم حاليا في الأردن ما يزيد عن 12 ألف طالب من العرب في إسرائيل، وعدد الخريجين من مختلف المواضيع بات يعد عشرات الآلاف.

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات