رام الله - تسلمت الاربعاء 30/4 السلطة الفلسطينية واسرائيل خطة "خارطة الطريق" للتسوية السياسية في الشرق الاوسط.
وأكد محمود عباس "ابو مازن" رئيس الوزراء ان السلطة الوطنية الفلسطينية تلتزم بكل المواقف التي أعلنتها والتي تتضمن الترحيب بخارطة الطريق واحترام التزاماتها في هذا الإطار، وانها تعطي أهمية أساسية لآلية الرقابة الدولية على التنفيذ حتى يتم ضمان تطبيق الخطة وعدم تكرار ما حدث في الماضي بشأن خطط مماثلة.
كتب محمد دراغمة بعد مخاض عسير، يعكس مدى العسر الذي وصل إليه الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، ولدت خطة "خارطة الطريق"، لنجدها تغوص في مخاض لا يقل عسراً قبل أن تنشر وتصل إلى طرفي الصراع.
لكن العسر الأكبر، الذي قد يودي بحياة بهذا الوليد غير الطبيعي قبل أن يرى الحياة، ما زال يقبع هناك، أمامنا، عندما يبدأ التطبيق.
مسار العملية الانتحارية التي وقعت في تل أبيب فجر يوم الاربعاء (30/4) يشكل، منذ سنين، مصدر قلق كبير للأجهزة الأمنية، وفي مقدمتها "الشاباك": ناشط في تنظيم اسلامي أصولي، يحمل جواز سفر أوروبيا، ومن شبه المؤكد انه ذو ملامح غربية، يدخل الى البلاد بقناع ساذج، بينما هو ينشط، عمليًا، مبعوثًا من الأجهزة التنفيذية الماهرة في تلك التنظيمات. حتى ان هذه لم تكن المرة الأولى التي تحقق فيها هذا السيناريو. لكن ما يميز العملية التي وقعت أخيرا هو ان الانتحاريين نجحوا في الوصول الى هدفهم.أفضليات ارسال انتحاريين أجانب، بالنسبة الى التنظيمات الارهابية، واضحة ولا ريب فيها. فخلافاً للفلسطينيين، يستطيع الأجانب الدخول الى البلاد بدون اية قيود، تقريباً.
إذا كان في الإمكان اختزال الذرائع التي تسوّغ الانزياح يميناً في المجتمع الاسرائيلي، خلال السنتين الأخيرتين، في ذريعة محورية واحدة تعتبر الأكثر رواجاً حتى الآن، وتتمثل في تفجّر الانتفاضة الثانية (انتفاضة القدس والاقصى) وما تعنيه في القراءة الإسرائيلية من "لجوء الفلسطينيين الى العنف ضد إسرائيل"، فإن دلالات هذا الانزياح لا تبدو متعلقة بهذه الذريعة فقط، وإنما تحيل الى بنية المجتمع الإسرائيلي ذاته، المشدودة بدورها الى نشوء الحركة الصهيونية وصولاً الى صيرورتها الراهنة.
الصفحة 1013 من 1047