رغم مرور خمسة عقود على ثورة "الضباط الاحرار" لا يزال الزعيم الراحل جمال عبد الناصر خالدا في قلب الذاكرة الجماعية لدى الفلسطينيين وذكراه لا تزال تبث من حولهم رائحة عبقة من الشعور بالعزة القومية والنوستالجيا الملتهبة الى ايام الشموخ التي تجلى فيها فارسا يتحدى الاستعمار ويقارع الصهيونية من دون كلل او خوف.
في ختام زيارته لاسرائيل، أواخر الأسبوع الفائت، أعلن رئيس وكالة الامم المتحدة الدولية للطاقة الذرية، محمد البرادعي، ان رئيس الوزراء الاسرائيلي اريئيل شارون اكد له ان اسرائيل "مستعدة لبحث اقامة منطقة خالية من الاسلحة النووية في الشرق الأوسط، ولكن فقط في إطار محادثات سلام في المستقبل". ومع ان البرادعي نفسه أبدى مؤشرات الى ان اعلان الشرق الاوسط منطقة خالية من الاسلحة النووية سيتطلب وقتاً طويلاً، الا انه أظهر ارتياحاً الى محادثاته مع شارون. وفي الوقت نفسه حرمت تل ابيب البرادعي من مشاهدة مفاعل ديمونة النووي خلال رحلة بالطائرة نظمتها له "لمشاهدة البلاد من الجو".
نحو خمسة عقود مرت ولسان حال أهالي كفرقاسم وجميع الفلسطينيين يقول "ما اشبه اليوم بالبارحة"، فالطريق من هناك عبر الدوايمة وصبرا وشاتيلا والاقصى والحرم الابراهيمي وقانا الى خان يونس، مرصوفة بالدماء وهي مكتظة بمواطن الوجع جراء المذابح التي طالما انتهجتها سياسة اسرائيلية تهدف إلى حسم الصراع مع الشعب الفلسطيني واستلاب وطنه وارادته. لكن ما يميز هذه المجزرة الرهيبة كونها نفذت بحق من اعتبرتهم اسرائيل مواطنيها بأيدي وحدة تابعة لشرطتها فيما تحرم المواثيق الدولية قتل المدنيين بدم بارد حتى في حالة حرب
أصدر مجلس الامن القومي الاسرائيلي تقريرا قال فيه ان دولة اسرائيل ترصد موارد ضخمة في الصراع الاسرائيلي - الفلسطيني، "الذي سيطر على معظم مجالات الحياة"، وذلك بدلا من توجيه هذه الموارد لحل المشكلة الحقيقية وهي الخطر الاجتماعي- الاقتصادي. وخلص التقرير الى ان "اكبر مشكلة حارقة تواجهنا ليست الفلسطينيين وانما الازمة الاقتصادية التي تمزق المجتمع الاسرائيلي الى اشلاء".
وقدم المجلس تقريره في الايام الاخيرة الى رئيس حكومة اسرائيل، اريئيل شارون.
الصفحة 77 من 1047