المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

*أحد النشطاء في هذه الحركات: الهيكل هو قلب اليهودية وعلينا أن نعيد بناءه معًا!*

تقتحم مجموعات يهودية مسيانية متطرفة الحرم القدسي الشريف على مدار العام، لكن حجم هذه المجموعات يتسع، وترافقه ضجة إعلامية أكبر، في أيام عيد العُرش اليهودي، الذي يمتد لثمانية أيام وانتهى أمس، الاثنين.

ويعتبر اليهود أن الهيكلين الأول والثاني أقيما في الموقع الذي يتواجد فيه الحرم. وقد أقيم الهيكل في عهد الملك سليمان، الوارد اسمه في التوراة، وعلى إثرها في الانجيل والقرآن أيضا. لكن علماء الآثار، وحتى بعض الإسرائيليين بينهم، وأبرزهم البروفسور يسرائيل فينكلشطاين، من جامعة تل أبيب، يؤكدون أنه لم يتم العثور على أية موجودات أثرية تدل على أن الهيكل كان قائما في هذا المكان.

وتوجد في إسرائيل العديد من الحركات الدينية اليهودية المسيانية التي تدعو إلى بناء الهيكل في الحرم القدسي. وتنظم هذه الحركات دخول مجموعات يهودية إلى الحرم، تكون أحيانا تحت حماية الشرطة الإسرائيلية. إلا أن المؤسسة الدينية اليهودية تحظر دخول اليهود إلى الحرم، وتعلل ذلك بأن الظروف لا تسمح حاليا بذلك، لأنه ينبغي أن تتوفر عدة أمور قبل الدخول إلى المكان، "جبل الهيكل"، وبضمنها ظهور "المسيح المنتظر".

كذلك فإن السلطات الإسرائيلية تمنع، في غالب الأحيان، دخول اليهود بشكل واسع وحر إلى الحرم لأسباب سياسية وأمنية، خاصة وأن اقتحام هذه المجموعات اليهودية للحرم غالبا ما تؤدي إلى حدوث مواجهات بين الفلسطينيين وقوات الأمن الإسرائيلية. وكان اقتحام رئيس حزب الليكود السابق، أريئيل شارون، للحرم في العام 2000، قد أدى إلى اندلاع انتفاضة القدس والأقصى. إلا أن التسبب بتفجير الوضع الأمني لا يردع "حركات الهيكل" عن مواصلة اقتحام الحرم القدسي.

ونشرت صحيفة "هآرتس"، يوم الجمعة الماضي، تقريرا حول "حركات الهيكل" المختلفة، وتحدثت إلى عدد من نشطاء هذه الحركات.

وتعتبر هذه الحركات أن "بناء الهيكل الثالث، هو المفتاح لحل كل مشاكلنا ومصائبنا" وخاصة الدينية والروحية.

وفي المقابل، أظهر استطلاع للرأي العام بادر إليه "الطاقم المشترك للحركات من أجل الهيكل والجبل"، وتم إجراؤه بين اليهود المتدينين والعلمانيين، أن 17% منهم يؤيدون بناء "الهيكل الثالث". لكن 43% من العلمانيين و92% من المتدينين، وبالمجمل 52% من الجمهور اليهودي كله، يؤيدون السماح لليهود بالصلاة في الحرم القدسي.

"شعبان يهوديان"

ورغم أن الحريديم يمتنعون بغالبيتهم الساحقة عن الدخول إلى الحرم، إلا أن مؤسس "الحركة من أجل إقامة الهيكل" هو حاخام حريدي يدعى يوسف ألبويم، ويدعو إلى استئناف "تقديم القرابين والصلاة في الجبل [أي الحرم] في كل فرصة سانحة".

وقال ألبويم إنه "يوجد شعبان [يهوديان] في إسرائيل، شعب متدين وآخر علماني. وهما شعبان متباعدان ومختلفان ومنفصلان. وكان بإمكاننا أن نتجاهل ذلك والقول إنه لا ينبغي أن نتعامل مع الشعب الآخر الذي لا يقبل بنا ولا يفهمنا، لكننا بحاجة إلى العلمانيين من أجل أن ينزلونا إلى درجات النُبل الدنيا [وفقا للصوفية اليهودية – "كَبالاه"]. والمشكلة بالنسبة لنا هي كيف نجمع بين الجسد والروح، وبين اللحم والنفْس. ولا يمكنني أن أدخل إلى عقل من يتواجد هناك، لأني لست [علمانيا] تائبا، لأشرح أهمية الهيكل. فهذا الأمر هو الأمر الأعز والأكثر إثارة للفرح. وكل شيء جيد مرتبط بالهيكل. لكن كل شيء مدمر اليوم، وعندما يعود، سيكون كل شيء مبنيا، ومن الأساس. سيتم إصلاح كافة الأمور. وسيكون الشعب موحدا وفرحا".

ولا تتوقف الأمور في هذه الحركات عند التمني بإقامة الهيكل فقط، وإنما هناك حركات تستعد لبنائه وتعمل على تجهيز أدواته. فالحاخام يسرائيل أريئيل، رئيس "معهد الهيكل في البلدة القديمة" في القدس، منشغل في يناء العناصر المادية المطلوبة "لاستئناف عمل الهيكل". ويعمل حاليا على بناء مذبح متنقل، سيكون بالإمكان وضعه في الهيكل بشكل سريع عندما يتم استئناف عملية تقديم القرابين.

كذلك فإن نشاطا في هذا السياق يجري في الكنيست. فقد عُقد مؤتمر في الكنيست، مؤخرا، تحت عنوان "جبل الهيكل" وحضره عضوا الكنيست اليمينيان المتطرفان ميخائيل بن أري من كتلة "البيت اليهودي"، وعتانيئيل شنلر من حزب كاديما. كما أن عضو الكنيست المتطرف أرييه إلداد، من "البيت اليهودي"، قدم قبل بضعة أسابيع، مشروع قانون ينص على منح اليهود الحق بالصلاة في الحرم القدسي، بل وتقسيم أيام الأسبوع بين المسلمين واليهود للصلاة في الحرم، ما يعني سيطرة يهودية على الحرم القدسي على غرار ما هو حاصل في الحرم الإبراهيمي في الخليل.

وقالت "هآرتس" إن "حركات الهيكل" حصلت على "حقنة تشجيع" من الشرطة عشية رأس السنة العبرية، الشهر الماضي، تتمثل في السماح للحاخام أريئيل بالدخول إلى الحرم المقدسي، بعد أن منعته من ذلك لمدة أربعة شهور. وتم منع هذا الحاخام من دخول الحرم بعد أن اقتحمه سوية مع عضوي الكنيست بن أري وأوري أريئيل وممارسة طقوس دينية يهودية داخله. كذلك أبلغت الشرطة الحاخام ألبويم بأنها تسمح له بالدخول إلى الحرم بعد منعه من ذلك لمدة سنتين في أعقاب دعوته لإقامة مدرسة دينية يهودية في الحرم. ويقتحم رئيس الجناح الاستيطاني في حزب الليكود الحاكم، موشيه فايغلين، الحرم باستمرار، لكن الشرطة أوقفته قبل أسبوع بعد أن شوهد وهو يصلي في الحرم.

ووفقا لتقرير الصحيفة فإن "حركة النساء من أجل الهيكل والجبل"، بقيادة ريفكا شمعون، تحاول تنظيم اقتحام نساء يهوديات إلى الحرم مرتين في الشهر على الأقل. واعتبرت شمعون أنه "إذا لم نصعد إلى الجبل [أي الحرم] فإنه سيبقى هناك فراغ وسيشغله العرب والأغيار [أي غير اليهود]. وأعتقد أن على الله تعالى أن يفعل شيئا أيضا، وليس نحن فقط. وعلى الرجال أن يفعلوا شيئا أيضا".

"لسنا مضطرين لتفجير

المسجد الأقصى وقبة الصخرة"

أحد النشطاء المركزيين في "حركات الهيكل" هو أرنون سيغال، وهو صحافي يعمل في صحيفة "مَكور ريشون" اليمينية المتطرفة. وهو أيضا نجل عضو التنظيم الإرهابي اليهودي، حجاي سيغال، الكاتب في صحيفة "معاريف". وكان سيغال الأب قد أدين بتنفيذ اعتداءات ضد فلسطينيين والتخطيط في سنوات الثمانين لتفجير المسجد الأقصى. لكن سيغال الابن يقول إنه لم تكن لوالده علاقة بخطة تفجير المسجد الأقصى.

وأضاف سيغال الابن أن "الأشخاص الذين خططوا لذلك [أي لتفجير المسجد الأقصى] علقوا تنفيذ هذه الفكرة. ولم يكن هناك توافق على أنه من الصواب تنفيذ ذلك. وخلافا لصورة الأشخاص الذين يتعاطون مع الهيكل، فإنهم يتخبطون ويترددون أكثر مما يُعتقد. ولم يرغب الكثيرون في الانضمام إلى يهودا عتصيون الذي طرح هذه الفكرة. وأعتقد أن تفجير قبة الصخرة هو هراء. ولن نحقق بذلك شيئا. ولا يتم حل الأمور بهذا الشكل. والعرب يعارضون وجود اليهود في جبل الهيكل. ولو سمحت دولة إسرائيل بتقديم القرابين، لجعلني هذا سعيدا للغاية. وواضح أنني اكتسبت أفكاري من البيت، ولكن ليس من المكان الظلامي. ولم يربوني على كره العرب. لكن أمورا مثل جبل الهيكل تلقيتها من البيت".

ويعتبر سيغال الابن، وهو مستوطن في سلوان، أن النقاش حول الهيكل هو نقاش يهودي داخلي بالأساس، وليس جزءا من الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني. وادعى "أنا لست عدوا للعرب. ولا أقول إنني لا أريد عربا في الجبل [أي الحرم]. وحتى الحاخام دوف ليئور [أكثر الحاخامين تطرفا وعنصرية، وهو يؤيد ترحيل الفلسطينيين من الضفة الغربية ومنح الشرعية لكتاب "عقيدة الملك" الذي يجيز قتل العرب] قال إنه مسموح لجميع الشعوب بأن تصلي في الجبل. ونحن لن نقول للآخرين ألا تصلوا لله في الجبل، رغم أن المسلمين لا يحترمون حقنا في الصلاة هناك. وأنا مستعد لأن أبقي لهم الأقصى، ولكن ليس كل الجبل هو الأقصى".

ويطرح سيغال أفكارا متطرفة في المجال الديني العقائدي اليهودي أيضا. وقال إن "الجمهور الديني ملتزم بالفرائض الدينية ويصرح برغبته في الهيكل. لكن توجد هنا مشكلة ويتعين الاعتراف بها وهي أنه لا يوجد هيكل. ويهوديتنا ليست اليهودية نفسها وإنما هي ذِكر لها. وتوجد في اليهودية ذكرى من الهيكل. وفي الماضي شملت اليهودية كافة مجالات الحياة، واليوم هي تشمل المعاهد الدينية فقط. وقد اعتاد الجميع على ذلك ويلقون المسؤولية على المسيح المنتظر ليفعل ذلك. وهم لا يستوعبون أن بإمكانهم تحقيق ذلك، وأنه كان بإمكان هذا أن يحدث، وهم بأنفسهم يمنعون ذلك".

ويتهم سيغال حاخامي المؤسسة الدينية بالتعاون مع القيادة السياسية الإسرائيلية في منع ذكر "جبل الهيكل". وأضاف أن "الحاخامين أعلنوا عن حظر ديني للصعود إلى جبل الهيكل. وبعد العام 1967 كان هناك أشخاص أرادوا الصعود إلى الجبل فورا وتقديم القرابين. لكن خلال أسبوع ونصف الأسبوع تم التوصل إلى [اتفاق] الوضع القائم وتعاون موشيه دايان والحاخامين ونجحوا في ذلك، وأخرجوا الهيكل من تفكير اليهودي العادي. وجاء هذا التعاون بين القيادة السياسية والحاخامين من أجل تأخير الخلاص. لقد جاء الخلاص في [حرب] الأيام الستة، لكن عندها أعادوا العجلة إلى الوراء. ودولة إسرائيل لم ترغب في احتلال البلدة القديمة ولا جبل الهيكل. ودايان قال حينها إنه لا يحتاج إلى كل هذا الفاتيكان. والحاخامية تعاونت معه".

"المشروع الصهيوني

استنفد نفسه"

وصف الباحث في أقوال الحاخامين القدماء، الدكتور رون نيولد، ظاهرة تزايد "حركات الهيكل" بأنها "جزء من توجهات ما بعد صهيونية". وقال إن "المشروع الصهيوني وصل إلى نوع من استنفاد نفسه، وتنشأ مكانه حركات تطرح أسئلة حول جوهر ومضمون وشرعية المشروع الصهيوني. وهذه حركة ما بعد صهيونية أخرى، وعمليا، هذا مشابه [لطرح شعار] دولة جميع مواطنيها. وهذه حركة تقول إن ’الصهيونية أحضرتنا إلى هنا، والآن حان الوقت للتحرك قدما، أن نستمر من هنا. الآن وقت خلاصنا’".

وأضاف نيولد أنه "يوجد للخطاب الشتاتي الديني منطق خاص به. وقضية الهيكل بقيت النتوء الأخير، أو شماعة تسمح للصهاينة المتدينين أن يقولوا، مقابل المطلب الديني بعدم إرجاء النهاية، إنه ’ها نحن لا نرجئ النهاية، وسننتظر إقامة الهيكل’. لقد بقي هذا الأثر الأخير والمعزول عن كل باقي الأنشطة الصهيونية الدينية. وأطاحت الحماسة المسيانية التي حصلت على مميزات نشطة قوية رافقت المشروع الاستيطاني بكل باقي الأمور. فأنت تتعلق بكل قطعة أرض خرِبة في قرية فلسطينية بائسة، بينما تتنازل عن جبل الهيكل؟ حقا لا يوجد منطق في ذلك. وحتى العام 1967 كان هناك نوعان من الخطاب، لكن بعد ذلك تحولت الصهيونية الدينية لتصبح قتالية أكثر، وعندها تغلبت الحماسة المسيانية على البراغماتية".

وأوضح نيولد أنه يوجد توجهان في اليهودية وهما قائمان منذ "عهد الهيكل الثاني" بشأن جوهر الشريعة اليهودية. وأضاف أن "هناك توجه الكوهانيم، الذي يطرح مفهوما شرعيا واقعيا، ويقول إنه تم وضع القانون من خلال طبيعة الأمور. بمعنى أن أمرا ما هو طاهر أو دنس لأنه كذلك بطبيعة خلقه، ولأن الله خلقه طاهرا أو دنسا. وفي مقابل ذلك هناك مفهوم القانون بموجب الفريسيين – الرابانيم، وهو مفهوم غير واقعي، يدعي أن الشريعة أقرها الوكيل البشري والتي هي في حالة التلمود مجموعة الحاخامين التي تقرر ما إذا كان الأمر طاهرا أو دنسا، وأن هذا لا ينبع من طبيعة الأمور".

وتابع نيولد أن "الصراع بين هذين التوجهين قائم طوال سني التاريخ اليهودي. ويمكن رؤية ذلك في فترة الهيكل الثاني من خلال الصراع بين الفريسيين والصدوقيين. وبالإمكان رؤية ذلك من حلال أشخاص مثل [الفيلسوف الإسرائيلي الليبرالي الراحل] يشعياهو ليبوفيتش، الذين يقدسون القانون والشريعة، التي تقرّ التدين العقلاني، مقابل حركات مسيانية، تعتبر أن الشريعة هي قانون إلهي لأنها تعبر عن الطبيعة الحقيقية للأشياء والبشر. ولذلك فإن مفاهيم كهذه تسير باتجاه جوهري جدا ومن الناحية العنصرية أيضا، بسبب الفرق بين اليهودي وغير اليهودي، فاليهودي بطبيعة خلقه هو مخلوق أطهر. كذلك فيما يتعلق بقدسية الأرض، فأرض إسرائيل هي بشكل جوهري مقدسة أكثر، والحجارة مقدسة أكثر، لأن الرب منح الأرض لتستخدم كمكان لأبناء إسرائيل".

ورأى نيولد أن "حركات الهيكل" هي "طليعية لأنها تعبر عن تطور يكاد يكون حتميا للمشروع الصهيوني. ولا يوجد لدى الصهيونية العلمانية أي شيء ملفت للنظر بإمكانه أن يضاهي هذه الادعاءات [العنصرية]. فالخلاص بدأ، واليهود عادوا إلى أرض إسرائيل، والمشروع الاستيطاني نشط جدا، ولا يوجد أي منطق بأن يتوقف هذا النشاط عند الهيكل حصرا. فهذه هي الغاية الحتمية المقبلة. لا يوجد أي سبب للتوقف عند قدس الأقداس. فإذا كان كل شيء مقدسا إلى هذه الدرجة، فإن الأكثر قداسة مقدس أكثر".

وحول مكانة العرب الفلسطينيين في هذا المفهوم، قال نيولد إن "المفهوم الواقعي الكهنوتي [اليهودي] يقول إن اليهود كأفراد مقدسون أكثر. ولذلك فإن جانبا آخر للصحوة الكهنوتية هو الهجوم العنصري [ضد العرب] في السنوات الأخيرة، التي نجدها عند ما بعد صهيونيين من هذا النوع".

من جانبه وافق أرنون سيغال على وصف "حركات الهيكل" بأنها ما بعد صهيونية. وقال إن "صهيون هو جبل صهيون. ونحن الصهاينة الحقيقيون. والصهيونية الدينية لا تعرف القيام بأي خطوة بنفسها. وقد سارت خلف الصهيونية طوال مئة عام، وفي اللحظة التي انتهى فيها ذلك، حاولت الاستمرار بنفسها وذهبت إلى [الاستيطان] في يهودا والسامرة [أي الضفة الغربية] وغزة".

واعتبر سيغال أن الهيكل هو "قلب اليهودية. ومن الناحية العددية، فإن ثلث الفرائض لا تطبق اليوم بسبب غياب الهيكل. والهيكل هو المجال العام اليهودي الذي فقدناه. وأنا أريد يهودية قومية شاملة، تنعكس على الواقع كله، وألا يبقى الحاخامون في الكنيس فقط. ثمة حاجة لسنهَدرين [مجلس الحكماء السبعون]، فهذه مؤسسة إيحاء. وليأت الناس كي يطلعوا على حجم النور في الديانة اليهودية. واليهود هم دين واحد وليسوا مجموعة طوائف. والهيكل هو شيء نبنيه سوية... وفي هذه الأثناء يتواصل التوتر حول جبل الهيكل رغم أن دولة إسرائيل تنازلت عن جبل الهيكل. هذا المكان إسلامي منذ 45 عاما. والتوتر لم يختف، وليس بسبب اليهود. إن أحد الجانبين يطالب طوال الوقت والجانب الثاني يتراجع طوال الوقت، وهذا ليس وصفة للهدوء. أنا لا أريد طرد أحد، لكنني لا أريد التراجع".

وحول القرار الإسرائيلي بمنع اليهود من الصلاة في الحرم القدسي لمنع مواجهات بين العرب واليهود، قال سيغال "لا أعتقد أن الدول العربية هي من محبي صهيون الآن أيضا، ولو كان بإمكانهم القضاء علينا لفعلوا ذلك. وجبل الهيكل لن يجعلهم يثورون أكثر من أمور أخرى. لكن توجد حدود لمدى إمكانية معاقبة الضحايا [يقصد اليهود]. وإذا كانت الشرطة قوية كفاية لحراسة مسيرة المثليين في القدس، فإن بإمكانها حراسة طقوس يهودية في الجبل. وإذا كنا حازمين بالشكل الكافي فإن الجانب الآخر سيجلس بهدوء أيضا".

وخلص سيغال إلى انتقاد رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو. وقال إن "نتنياهو كتب في رسالة إلى [واضع فكرة تفجير المسجد الأقصى] يهودا عتصيون، في العام 1995، قائلا إنه عندما يصل إلى سدّة الحكم سيهتم بأن يصلي اليهود في جبل الهيكل. والآن سيتم طرح مشروع قانون أرييه إلداد [السماح لليهود بالصلاة في الحرم]، لكن لا شك لدي في أنه لن يصل للتصويت. نتنياهو ليس أيديولوجيا، غير أنه ينجح في خداع الجميع".

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات