في معرض تقييمهما لنتائج "مؤشر السلام" لشهر نيسان 2003، يكتب البروفيسور افرايم ياعر ود. تمار هيرمان، المسؤولان عن مشروع الاستطلاع الشهري، ان ثمة مؤشرات في المجتمع اليهودي تدل على الميول الى التفاؤل الحذر بما يتعلق باحتمالات انهاء النزاع التاريخي بين اسرائيل والفلسطينيين، في اعقاب الانتصار العسكري الامريكي في العراق والتغييرات في قيادة السلطة الفلسطينية. وتتغذى هذه الاجواء من تأييد الاغلبية اليهودية في اسرائيل لخطة "خارطة الطريق"، وذلك رغم ان الجمهور الاسرائيلي منقسم في ما يتعلق بالسؤال عما اذا كانت رؤية ادارة جورج بوش للمصالح الحيوية الاسرائيلية شبيهة برؤية حكومة اسرائيل لهذه المصالح. على أية حال، الرأي العام السائد هو أن الادارة الامريكية ستمارس ضغوطات كبيرة على الاطراف لكي تجبرهم على القبول بالخطة.
مهمة هي الاولى من نوعها القيت على كتيبة المدرعات النظامية التي يقودها المقدم يعقوب بنجو، من اللواء السابع. انها الكتيبة الاولى في الجيش الاسرائيلي التي توكل اليها المسؤولية عن قطاع في منطقة "خط التماس"، تشمل جزءًا فاعلا من الجدار الفاصل الجديد (الموصول بنظام انذار الكتروني). يبلغ طول المقطع الفعال، حاليا، حوالي 11 كيلومتراً، من اصل مسافة عشرات الكيلومترات ـ من "الجلبواع" في الشرق وحتى "مي عامي" (تجمع سكاني يهودي قرب ام الفحم في المثلث - المحرر) في وادي عارة، في الغرب. ورغم ذلك، فان هذا المقطع يشكل مختبر تجارب يتيح للجيش البدء في فحص انتشاره وتوجهاته القتالية على طول المرحلة الاولى من الجدار ـ من سالم شمالا، وحتى "الكَناه" (مستوطنة في الاراضي المحتلة) جنوبا ـ والتي يتوقع انجازها كليا، في غضون اقل من شهرين.
في مطلع آذار الأخير أعلن الجنرال المتقاعد أنطوني زيني عن استقالته من مهته مبعوثاً خاصًا للإدارة الامريكية للنزاع الاسرائيلي ـ الفلسطيني. عمليا، قلة هي التي تتذكر ان زيني لا يزال يتولى هذا المنصب الرسمي ـ فهو لم يعد الى المنطقة منذ العملية الانتحارية في فندق "بارك" في نتانيا ليلة عيد الفصح العبري السنة الماضية، وعملية "السور الواقي" التي أعقبتها، وخطة العمل التي وضعها تم اهمالها. خلال الأشهر المنقضية على ذلك لوقت، ابتعد زيني أكثر فأكثر ليس عن طرفي النزاع فحسب، وانما عن مرسليه في البيت الابيض والخارجية الامريكية ايضًا.
بقلم: الوف بنقبل اكثر من عشر سنوات قاد ارئيل شارون ثلاثي "وزراء الاطواق" في حكومة الوحدة التي ترأسها اسحق شامير. وقد سعى شارون وشريكاه – دافيد ليفي واسحق موداعي- الى كبح وتكبيل رئيس حكومتهم حتى لا يسير في طريق التنازلات الذي مثله شمعون بيريس وادارة الرئيس الاميركي الاسبق جورج بوش الاب.
تركّز "إستطلاع السلام"، في ضوء تعمّق الأزمة الاقتصادية في إسرائيل وإستمرار الحرب في العراق، في ردود فعل وتقديرات الجمهور الاسرائيلي بصدد هذين الموضوعين. وبالنسبة للأزمة الاقتصادية، فإن ما يقارب نصف الجمهور اليهودي في إسرائيل، يُرجعون الأزمة، أولا وأخيرًا، لانهيار العملية السياسية ولإندلاع الانتفاضة. الباقي يرون في سياسات حكومات إسرائيل وفي وضع الاقتصاد العالمي وفي التصرف الاقتصادي عند مواطني إسرائيل الأسباب الأساسية للأزمة. كما ينقسم الجمهور بالتساوي تقريبًا حول السؤال ما إذا كان تحقيق حل سياسي مع الفلسطينيين هو شرط لازم لحل الأزمة، أم أنه من الممكن الخروج منها من دون حل سياسي. ولكن، الغالبية الكبيرة من الطرفين تعتقد أن خطة الحكومة الاقتصادية الجديدة ليست الطريق الصحيحة لإخراج المرافق الاسرائيلية من الأزمة.
صفقة الأسلحة الكبيرة الأخيرة التي عقدتها سوريا لصالح العراق، واثارت غضب الولايات المتحدة بشكل خاص، هي امتلاك 500 صاروخ حديث مضاد للدبابات. انها صواريخ "كورنط" المشار اليها لدى حلف "الناتو" بـ AT- 14 موجهة بالليزر ويبلغ مداها الأقصى حوالي 5،5 كيلومترات. هذه الصواريخ تم تطويرها في الصناعات العسكرية الروسية وتم اقتناؤها من مصنع KPB في روسيا وتم نقلها الى العراق عن طريق سوريا .
الصفحة 549 من 610