المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

كُشف النقاب، أمس الاثنين، عن أن إسرائيل توجهت إلى السلطة الفلسطينية طالبة مساعدة أجهزتها الأمنية في البحث وتزويدها بتفاصيل استخبارية حول مكان اختباء نشأت ملحم (29 عاما) من قرية عرعرة في المثلث الشمالي، المشتبه بتنفيذ عملية إطلاق النار في شارع ديزنغوف في وسط تل أبيب، يوم الجمعة الماضي.

ويأتي هذا الطلب على خلفية تقديرات لدى أجهزة الأمن الإسرائيلية حول احتمال خروج ملحم من الأراضي الإسرائيلية.
وقال موقع "واللا" الالكتروني إنه تم تحويل الطلب الإسرائيلي إلى السلطة الفلسطينية بعد اتضاح هوية منفذ العملية، وذلك يوم الجمعة. وأرفقت إسرائيل بالطلب تفاصيل عن ملحم، سلمتها إلى أجهزة الأمن الفلسطينية. ومنذ تقديم الطلب تجري اتصالات متواصلة بين جهاز الأمن الإسرائيلي وأجهزة الأمن الفلسطينية.

وكانت عملية إطلاق النار قد أسفرت عن مقتل شخصين وإصابة عشرة آخرين. لكن التقديرات لدى الشرطة الإسرائيلية وجهاز الشاباك تشير إلى أن ملحم قتل ثلاثة أشخاص. والشخص الثالث هو سائق سيارة أجرة عربي، يدعى أمين مطاوع القريناوي، وألقى جثته في شمال تل أبيب.

وبحسب الشبهات، فإن ملحم استقل سيارة الأجرة بعد تنفيذ عملية إطلاق النار. وبعد مسافة قصيرة شاهد حاجزا للشرطة وطلب من السائق الانعطاف لشارع آخر خوفا من القبض عليه. وترجح التقديرات أن السائق رفض ذلك وجرت مشادة كلامية بينهما انتهت بأن أطلق ملحم النار على القريناوي وقتله.


ووفقا للشبهات، فإن ملحم قاد سيارة الأجرة ووصل إلى شمال تل أبيب، حيث ألقى جثة القريناوي، ثم استمر بالسفر بالسيارة، لكن في مرحلة ما أدرك أن هذه السيارة ستكون عقبة أمام استمرار هروبه وقرر ركنها وتركها.

وتأتي هذه التفاصيل، التي نشرتها الشرطة أمس، في أعقاب انتقادات وُجهت إلى المفتش العام للشرطة، روني ألشيخ، ومفادها أنه يخفي معلومات عن الجمهور، وأنه يستخدم أساليب الشاباك، الذي كان يعمل فيه قبل تعيينه مفتشا عاما، قبل شهرين. وتأتي هذه الانتقادات على خلفية عدم إلقاء القبض على ملحم وعدم معرفة مكان تواجده، والاعتقاد أنه ما زال يتواجد في تل أبيب، وسط تقديرات بأنه ربما ينفذ عملية أخرى، أو يحتجز رهائن. وأدى هذا الوضع إلى أجواء من الخوف والقلق سادت المدينة وتغيب نصف تلاميذها عن دوامهم المدرسي، أول من أمس، و20% منهم تغيبوا عن الدوام المدرسي أمس.


وفيما تتواصل عمليات البحث عن ملحم، وتكثيف الشرطة دورياتها في تل أبيب، يسود تخوف لدى الشرطة بأن يحاول ملحم مقاومة اعتقاله ويقوم بإطلاق النار باتجاههم. ورغم أن عمليات البحث تتركز في تل أبيب، وخاصة في شمال المدينة، إلا أن الشرطة تحقق في اتجاهات أخرى لهروبه يحتمل أنه سلكها. وقد اعتقلت الشرطة شقيقين لملحم، يسكنان في عرعرة.


وذكر وسائل إعلام إسرائيلية أن الشرطة تمتنع عن طلب مساعدة الجمهور، ويرجح أن ذلك نابع من الامتناع عن الاعتراف بإخفاقها، "وإلا فإنه من الصعب تفسير عدم اطلاع الجمهور على معلومات بإمكانها أن تدفع التحقيق إلى الأمام والقبض على المخرب".

وواصلت الشرطة عمليات البحث عن ملحم أمس بمشاركة وحدات خاصة تنتقل من بيت إلى آخر في شمال تل أبيب، وبموجب قائمة تم وضعها بالاستناد إلى زبائن حانوت خضراوات كان يعمل ملحم فيها. والتخوف الأساس هو أن يكون ملحم مختبئا في شقة يسكنها شخص مسن ويحتجزه كرهينة.

ودعا محمد ملحم، والد نشأت، ابنه إلى الاتصال به وتسليم نفسه، وذلك بعد أن مددت محكمة الصلح في حيفا أمس اعتقال أحد أبنائه بشبهة تقديم المساعدة لنشأت. وقال ملحم الأب "إنني أتوجه إلى ابني مباشرة. إذا تعاونت معي واتصلت بي من أجل ترتيب الأمور سأكون شاكرا لك. وإذا كنت لا تريد القيام بذلك فليفعل أحد آخر هذا الأمر. وأتوجه إلى قوات الأمن، بإمكاننا سوية أن نعثر على الولد لأن الوضع صعب جدا. ولا تعتمدوا علي فقط لأحضر لكم الولد". وكرر الوالد التنديد بعملية إطلاق النار.

المصطلحات المستخدمة:

المثلث

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات