"تكرست وتجذرت في الرأي العام الإسرائيلي جملة من المعتقدات، المسلمات، الخرافات والأكاذيب الهدّامة حيال الصراع الإسرائيلي ـ الفلسطيني، استوطنت عبر السنوات في وعي غالبية الإسرائيليين حتى أصبحت عصية على التغيير. وكجزء من المعركة من أجل التوصل إلى اتفاق سياسي، لزام علينا كشف هذه المعتقدات والخرافات وتفكيكها"- بهذه الكلمات يمهّد رامي ليفني، الباحث في مركز "مولاد- لتجديد الديمقراطية في إسرائيل" ومدير مشروع "بولي ـ أمل لقيادة سياسية اشتراكية ديمقراطية"، لمقالته التي يخوض خلالها، بالعرض والتحليل، في حالة "الخدر" التي انزلق إليها الرأي العام الإسرائيلي، عموماً، خلال السنوات الأخيرة واستسلامه الطوعي لسلسلة من الأكاذيب والأضاليل التي روّجتها وكرّستها السياسات الإسرائيلية الرسمية وماكينتها الإعلامية في كل ما يتعلق بالصراع الإسرائيلي ـ الفلسطيني، خلفياته، مركّباته وآفاق حله.
اتخذت المعركة حول "قانون التسوية"، في اليومين الأخيرين، منحى الصراع السياسي ـ الحزبي الواضح بين حزب "البيت اليهودي"، من جهة، وبين حزب "الليكود" ورئيسه، رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، وخاصة في أعقاب "إخلاء عمونه" الأسبوع الماضي وعلى خلفية ما تعرض حزب "البيت الهودي" ورؤساؤه، بشكل خاص، من هجوم حاد ولاذع من قبل المستوطنين الذين اتهموا هذا الحزب وقادته بالعجز وبنكث وعودهم وتعهداتهم بمنع إخلاء هذه البؤرة الاستيطانية، وهو ما قد يشكل مقدمة لتوجيه ضربة قاسية لهذا الحزب بين جمهور مصوتيه الأساسيين في الانتخابات البرلمانية المقبلة.
رفع إخلاء بؤرة "عمونه" الاستيطانية وما تخلله من صدامات بين المستوطنين وقوات الأمن الإسرائيلية، بل اعتداءات مختلفة نفذها المستوطنون ضد أفراد هذه القوات ـ رفع إلى السطح ما يدور تحته في إطار "صراع الأجيال" على قيادة المستوطنين في الضفة الغربية، والذي يتمثل عنوانه العلني في ما تصرّح به أوساط من بين المستوطنين بأنه "لا معنى ولا أهمية، بعد، لمجلس المستوطنات".
على مدى أكثر من شهر، يتابع الجمهور الإسرائيلي سلسلة من التقارير عن شكل علاقة رئيس حكومتهم بنيامين نتنياهو بكبار الأثرياء خاصة من العالم. والقضية التي تثير اهتمامهم أكثر هي مسألة "الهدايا" التي يتلقاها منهم، ليس فقط لتمويل نشاطه السياسي، بل لتمويل ترف حياته الشخصية.
رأت تحليلات إسرائيلية متطابقة أن تحذير الرئيس الأميركي دزنالد ترامب الذي أكد فيه أنه لا يستبعد أي خيار رداً على تجربة الصاروخ الإيراني، يعيد إلى جدول الأعمال اليومي، نظرياً على الأقل، احتمال قيام الولايات المتحدة بعمل عسكري ضد إيران. وفي الوقت نفسه أكدت أن احتمالات شن هجوم أميركي على منشآت نووية أو منشآت للصواريخ في إيران باتت أكبر من الماضي إذا خرقت هذه الأخيرة الاتفاق النووي الموقع بينها وبين الدول العظمى الست. كما أكدت أن من المحتمل ألا يتحفّظ ترامب مثل سلفه باراك أوباما من إمكانية شن هجوم إسرائيلي من أجل تعزيز الردع.
رأت أوساط سياسية ـ حزبية مختلفة في إسرائيل، أمس الإثنين، أن إعلان رئيس حزب "يوجد مستقبل" (يش عتيد)، يائير لبيد، أمس الأول الأحد، تأييده لمبادرة "تقييد التشريعات الفردية"، يشكل "مفاجأة" قد تشي بما يجريه لبيد من حسابات سياسية ـ انتخابية تجرّه نحو اليمين أكثر فأكثر، وخاصة على خلفية استطلاعات الرأي الأخيرة التي تكهنت بتحقيقه تقدماً لافتا في الانتخابات البرلمانية القادمة.
الصفحة 272 من 338