مجلة قضايا إسرائيلية

المجلة البحثية الأولى والوحيدة من نوعها باللغة العربية تختص بالشؤون الإسرائيلية، تشمل مساهمات نقدية وأكاديمية أصيلة ومترجمة.
محور خاص عن العمل العربي- اليهودي
  • مجلة "قضايا إسرائيلية"
  • انطوان شلحت ،هنيدة غانم ، رائف زريق
  • 130
  • 978-9950-330-87-0

صدر عن المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية- مدار العدد رقم 51 من المجلة الفصلية المتخصصة "قضايا إسرائيلية"
أثار موضوع العمل العربي – اليهودي المشترك ويثير الكثير من القضايا الشائكة في خضم الصراع مع اسرائيل وفيها . مثلا: إلى أي مدى يمكن القيام بعمل عربي – يهودي مشترك داخل اسرائيل وفي المناطق المحتلة ؟ ما هي الحكمة من تعاون كهذا؟ ما هي مساوئه، وما الذي يمكن خسارته منه؟

ليس الفلسطينيون أول من واجه هذا السؤال – لقد سأل السود الأفارقة في أميركا أنفسهم هذا السؤال بجدوى العمل المشترك مع الأغلبية لبيضاء، وتكرر الأمر ذاته مع السود في جنوب افريقيا، وتعلو في الحالات الشبيهة كلّها أسئلة أخلاقية وسياسية وعملية.

تكتسب مشكلة العمل المشترك اشكالا خاصا في الحالات الاستيطانية الكولونيالية (بغض النظر عن نوعية هذا الاستيطان)، لأن مجرد التعامل مع المستوطن يشكل بحدّ ذاته اتخاذ موقف يقبل بوجود المستوطن، وهو ما يعني أن مجرد الحديث معه يشكل أحيانا وبحد ذاته تنازلا من قبل السكان الأصليين.

وقد انتبه البير ميمي لهذه الحقيقة حين أشار في كتابه "صورة المستعمِر والمستَعمر" إلى أنه لا يوجد في المستوطنة مستوطن يرفض الاستيطان لأنه بمجرد وجوده في المستوطنة (colony) يمارس الاستيطان، ويحظى رغما عنه، بغض النظر عن رغبته وإرادته، بامتيازات عديدة، لا يستطيع أن يتحرر منها. يعني هذا أن القضية ليست فردية، وليست قضية موقف، إنما قضية موقع، وإذا كان المرء يستطيع أن يغير مواقفه بسهولة نسبية فإن تغيير الموقع، وإن كان ممكناً لكنه أصعب بكثير. هناك هوة سحيقة تبقى بين المستوطن وصاحب الأرض الذي سلب وطنه وعلى انقاضه أقام المستوطن مشروعا قوميا أو استيطانيا أو مزيجا بين الاثنين.

ويطرح هذا الموضوع ذاته بحدّة عندما يدور الحديث عن فلسطين مع بدايات القرن العشرين، مباشرة بعد وعد بلفور؛ إذ ماذا يعني العمل العربي اليهودي المشترك في ظل نية المشروع الصهيوني تهويد الأرض والمكان؟ وهل يمكن القيام بعمل مشترك؟ ألا يعني العمل المشترك قبول الهجرة اليهودية ضمنا؟ سؤال بحاجة إلى تفكير والجواب عليه غير مفهوم ضمناْ.

إلا أن الوضع الآن، وإن كان شبيها من عدة جهات بالوضع قبل مئة عام، إلا أنه تغير، وقد يكون ما كان صالحا حينها لم يعد صالحا اليوم، علما أن جذور الصراع لا تزال تلقي بظلالها على طبيعة النضال والصراع. يعتقد الكثير من الفلسطينيين داخل إسرائيل وخارجها أن أي عمل مشترك يعني ضمن ما يعنيه القبول باليهود شركاء متساوين في الوطن، وأن هذا الأمر يشكل تنازلا غير مبرر وغير مفهوم ضمناْ، لأنه يقبل صراحة أو ضمنا نوعا من الرواية الصهيونية. هل الأمر كذلك فعلا؟

عند الحديث عن العمل المشترك يجب أن يتعاطى مع بعض النقاط من أجل توضيح بعض الأمور. تتعلق النقطة الأولى بالأساس المشترك لكل نشاط مشترك.

تمحور النشاط المشترك على مدى عقود طويلة ضمن نموذجين: النموذج الأول هو نموذج المؤسسة، والذي يشكّل فيه الحضور العربي حضورا شكليا لأنه يقوم على تجميل الواقع، وعلى قبول الوضع الراهن. والعمل المشترك في هذا السياق هو تعبير عن تغيب السياسة لصالح الفولكلور.

يقوم النموذج الآخر والذي مثله الحزب الشيوعي على مدى سنوات عديدة، وبعض القوى في اليسار الصهيوني على نوع من الندّية والجدية في التعامل . إلا أنه على مدى سنوات، وبخاصة بعد حرب عام 1967، شكل الموقف من احتلال عام 1967 وضرورة الانسحاب من الأراضي المحتلة، وتحقيق المساواة للفلسطينيين في إسرائيل، الأرضية التي التقى عليها الطرفان.

إلا أن العمل العربي اليهودي لا يعني بالضرورة قبول النموذج الأول أو النموذج الثاني، ومن الممكن تأسيس لعمل سياسي مشترك تكون أرضيته موقف مشترك وواضح ومتفق عليه من أحداث عام 1948 من النكبة والتهجير، ودور الصهيونية المركزي والأساسي في هذا التهجير.

عليه، يجب عدم خلط فكرة العمل اليهودي العربي واختزالها بأي من هذه النماذج، ويجب السؤال دائماْ ما هي الأرضية المشتركة لأي تحرك سياسي وعمل مشترك.

تسترعي النقطة الثانية الانتباه، والتي كانت ولا تزال مثار بعض الالتباس؛ المقصود قضية التنظيم الذاتي وبناء المؤسسات للفلسطينيين في إسرائيل . لقد اعتبر الحزب الشيوعي أن إقامة هذه التنظيمات والمؤسسات على أساس قومي من شأنها أن تعزل الفلسطينيين في إسرائيل وبالتالي تحفظ عليها ( وإن كان ساهم بشكل أساسي في إقامة بعض هذه الهيئات، لكنه توقف في منتصف الطريق).

في المقابل، تصر أحزاب وحركات سياسية أخرى مثل أبناء البلد والتجمع الوطني الديمقراطي وبعض الأوساط في الحركة الاسلامية، على ضرورة التنظيم الذاتي وبناء مؤسسات تمثيلية منتخبة، ولكنها في الوقت نفسه لم تطور أي نموذج جدي لعمل عربي يهودي مشترك يقوم على أساس يقبل بالتنظيم الذاتي للفلسطينيين . إزاء هذا الوضع، تطور بين الفلسطينيين في إسرائيل نموذجان من الممارسة السياسية: نموذج الحزب الشيوعي الذي يصر على العمل العربي اليهودي، لكنه يتحفظ من التنظيم الذاتي وبناء المؤسسات على أساس قومي، مقابل تيار أبناء البلد والتجمع الذي يصر على بناء المؤسسات على أساس قومي، لكنه لم يطور تصورا جديا لعمل عربي يهودي مشترك . هنا أيضاْ لا يوجد أي مانع نظري من المزاوجة بين التنظيم الذاتي للفلسطينيين في إسرائيل من ناحية وعمل عربي يهودي من ناحية أخرى، لكن المعادلة المتوازنة حتى الآن لم تتم صياغتها، وهو أمر باعتقادي يضعف قدرة الفلسطينيين في إسرائيل على التخطيط الاستراتيجي.

والنقطة الثالثة في هذا السياق تقوم على الفصل بين العمل المشترك والنضال المشترك، وهي نقطة أشار إليها غادي الغازي في مقالته.

العمل المشترك هو عمل عيني محدود- مثل مظاهرة، عريضة، إغلاق شوارع وإلخ...وقد يكون هذا العمل بحدّ ذاته عملاْ تقوم به مجموعة قومية واحدة دون مشاركة غيرها، ولكن هذا العمل قد يكون جزءاْ من نضال مشترك، يقوم به كل طرف من الأطراف من موقعه الخاص، والحال كهذه قد يكون النضال مشتركا، والهدف مشتركاْ وإن كان العمل منفصلاْ، وبالتالي قد يكون من السخافة أحيانا الإصرار على كون العمل بحدّ ذاته مشتركا . عليه فإن الفصل بين النضال العام والفعل العيني لهو قضية مهمة.

تتعلق النقطة الرابعة التي ينبغي الإشارة إليها بالعلاقة بين الأدوات والأهداف. إذا كان البعض يعتقد أن مصير فلسطين يجب أن ينتهي بدولة ثنائية القومية، أفلا يطرح هذا الأمر ضرورة ربط العلاقة بين الهدف ثنائي القومية وبين طرق الوصول إليه- نضال مشترك (وأن لم يكن بالضرورة عملا مشتركا)؛ أي أنه إذا كان من الضرورة أخذ اليهود بعين الاعتبار في أي حلّ مستقبلي، ألا يفرض الأمر أخذهم بعين الاعتبار عندما يجري الحديث عن الطريق التي من شأنها أن تؤدي إلى هذا الهدف؟

تتعامل المقالات الخمسة في هذا العدد بشكل أو بآخر مع هذه النقاط – عصام مخول يكتب عن تاريخ الحزب الشيوعي وأهمية العمل العربي اليهودي، غادي الغازي المحاضر والنشط في حركة ترابط يكتب عن العمل المشترك والعمل المنفصل، ويكتب عن الدور الذي يستطيع أن يلعبه الفلسطينيون في تحرير اليهود من الصهيونية، أما ميكادو فيقول أنه قبل التعاون المشترك يجب أن يكون هناك عيش منفصل، وحق المجموعة المستغَلة أن تنظم نفسها أولا، فيما تكتب نعومي حزان عن النماذج المختلفة للعمل العربي اليهودي داخل إسرائيل، وتشير إلى الشروط الضرورية لبناء حيز مدني يناضل فيه الطرفان بشكل متكافئ، ويكتب ايتان برونشطاين عن تجربه زوخروت -ذاكرات، التي تقوم على إحياء ذكرى القرى والمدن التي جرى محوها في النكبة، مقدما بذلك نموذجا للعمل المشترك الذي يقوم على استحضار الذاكرة وليس على تغييرها

العنوان تحميل الملف
عصام مخول - النضال الأممي هو الجواب على الصراع القومي الدامي! [نحو قرن من تجربة الحركة الشيوعية في البلاد] تحميل الملف
فتح الملف
غادي الغازي - نضال ثنائي القومية لتأسيس مجتمع ثنائي القومية تحميل الملف
فتح الملف
ميخائيل فيرشافسكي- ميكادو - شراكة إسرائيلية - فلسطينية: لماذا؟ شراكة إسرائيلية - فلسطينية: كيف؟ تحميل الملف
فتح الملف
نعومي حزان - نحو تكامُل العلاقات العربية- اليهودية في إسرائيل تحميل الملف
فتح الملف
إيتان برونشطاين - تجربة "زوخروت" (ذاكرات) في سياق تحدي تعريف الدولة الذاتي الحصري كدولة لليهود فقط تحميل الملف
فتح الملف
بشير بشير - اشتباك مع عدالة / لا عدالة الصهيونية: تحدّيات جديدة أمام الوطنية الفلسطينية تحميل الملف
فتح الملف
حاييم غانز - التبرير الثلاثي للصهيونية [أو: عن الصهيونية التملّكيّة - ما المشترك بين نفتالي بينيت وبين يهودا شنهاف؟] تحميل الملف
فتح الملف
يونتان مندل - القُدس الجَديدة تحميل الملف
فتح الملف
وديع عواودة - الهيكل الثالث... فكرة على عتبة التنفيذ تحميل الملف
فتح الملف
1- مع الأستاذة الجامعية والباحثة المتخصصة في شؤون المجتمع الحريدي تمار إل- أور: السؤال الماثل أمام إسرائيل الآن هو متى سينتهي الاحتلال؟ (أجرى المقابلة: أنطوان شلحت وبلال ضاهر) تحميل الملف
فتح الملف
2- مع الأديب ومحرّر ملحق "ثقافة وأدب" في صحيفة "هآرتس" بيني تسيفر: يجب أن يصطدم الإسرائيليون بمآسي الفلسطينيين كي ينكسر روتين حياتنا اليوميّة! (أجرى المقابلة: الطيب غنايم) تحميل الملف
فتح الملف
مقالة زئيف جابوتنسكي "رأي خاص" التي يعارض فيها فكرة إقامة الجامعة العبرية (تقديم مهند مصطفى) تحميل الملف
فتح الملف
المكتبة تحميل الملف
فتح الملف

قضايا إسرائيلية

أحدث الأعداد