مجلة قضايا إسرائيلية

المجلة البحثية الأولى والوحيدة من نوعها باللغة العربية تختص بالشؤون الإسرائيلية، تشمل مساهمات نقدية وأكاديمية أصيلة ومترجمة.
الديمقراطية المعطوبة" هل هي حقاً ديمقراطية
  • مجلة "قضايا إسرائيلية"
  • سلمان ناطور
  • 128
  • 9950-330-09-2

العدد 20 من مجلة "قضايا اسرائيلية" الخطوة التي قام بها أريئيل شارون، وهي الانسحاب من حزبه (الليكود) وإقامة حزب جديد، (كديما) وهو يعرف تماماً أن هذا يعني تحطم حزب الليكود، هذه الخطوة تحتاج فقط إلى رجل مثل شارون ليقوم بها، فهو رجل الانتقام والتصفية وهو الحصان الجامح أو "البلدوزر"، وهو الصهيوني المتعصب لدربه والذي لا يعرف التنازلات، وهو ابن الجيل الذي "أقام هذه الدولة على شاكلته"، ومن ناحية أخرى، كان حزب الليكود في السنوات الأخيرة يتقدم بسرعة نحو نهاية الطريق، مع تعمق التناقضات في داخله واضطراره إلى اتخاذ مواقف حاسمة ولو جزئية في الشأنين الأمني والسياسي، ناهيك عن إهماله للجانب الاجتماعي ومغالاته في خدمة رأس المال المحلي والأجنبي وبشكل خاص في السنوات الثلاث الأخيرة حيث ترأس وزارة المالية بيبي نتنياهو ووجه السياسة المالية الإسرائيلية بعيداً عن تلبية احتياجات المواطن، بل تلبية احتياجات الاحتكارات الكبيرة.

السنوات الخمس الماضية، لم تضع الليكود فقط في محك اتخاذ القرار العسير، القرار الذي يعني تهشيم المفاهيم التي قام عليها هذا الحزب وعليها أيضاً اكتسب التأييد الجماهيري الذي أوصله إلى سدّة الحكم منذ العام 1977. "أرض إسرائيل التاريخية"، "لا تنازل عن أي شبر من الأرض"، الحدود الطبيعية، النهر، الصحراء، الجبل"، "لا دولة فلسطينية"، السنوات الخمس الأخيرة تضع كل إسرائيل، نظاماً ومجتمعاً، أمام السؤال" وماذا بعد؟".

شارون أصبح بدون الليكود وشمعون بيريس أصبح بدون حزب العمل، انه التقاء جيل المؤسسين، جيل الـ 48، في مواجهة الجيل الذي نشأ في ظل ما أقامه جيل المؤسسين. من بقي في حزب العمل هو أكثر اعتدالاً من شمعون بيريس، من بقي من حزب الليكود هو أكثر تطرفاً من أريئيل شارون، وبين هذين القطبين، أحزاب صهيونية صغيرة من شينوي وحتى ياحد – ميرتس ومتدينة، شاس وأغودات يسرائيل، وقوى اليمين الموحّدة، كلها ستحاول أن تحدد موقعها في هذا الفلك الجديد، هذا الفلك الذي لا هوية له، ولا عقيدة له، ولا فكرة، إنه وليد الظروف التاريخية ووليد الأزمة وابن التناقضات الكبيرة.

معظم ما ننشره في هذا العدد لا يتطرق إلى الحالة الجديدة، هذه الحالة تحتاج إلى بُعد تاريخي لدراستها فكرياً، وتحليلياً، ومع ذلك فإن ما ننشره فيه من المؤشرات الواضحة لعمق الأزمة التي أدّت إلى هذا الواقع.

قضايا إسرائيلية

أحدث الأعداد