الحملة الامريكية ضد سورية في الاسبوعين الأخيرين تجري بأسلوب: خطوة الى الأمام، وخطوتان الى الخلف. كل من تعوَّد على الرسائل الحازمة التي بثتها الادارة الامريكية ضد العراق خلال السنة الماضية، لا يستطيع إلا أن يرى الاسلوب المختلف كلياً في التعامل مع سورية - تهديد في اليوم الاول، تليه تهدئة في اليوم التالي. هكذا مثلا نائب وزير الدفاع، بول وولفوفيتش، الذي حذر قبل عشرة ايام فقط بأنه "يجب حصول تغيير في سوريا"، مثيرًا بذلك موجة من الشائعات بأن سورية ستكون الهدف التالي للصواريخ الامريكية.
"قريبًا ستجري الحكومة نقاشًا شاملاً وجذريًا حول ‘خارطة الطريق‘"، قال رئيس الحكومة الاسرائيلية، أريئيل شارون، في جلسة حكومته (الاحد 13/4)، بعد أن رد عدد من الوزراء على تصريحاته في اللقاء معه المنشور في صحيفة "هآرتس"، (13/4)، وتحدث فيه، من ضمن ما تحدث، عن "إستعداده لتقديم تنازلات وتسويات مؤلمة" في المفاوضات مع الفلسطينيين.
يرى رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون ان هناك فرصة للتوصل الى اتفاق مع الفلسطينيين "بشكل اسرع مما يُعتقد" بعد الحرب في العراق، التي قال انها سببت "هزة في الشرق الاوسط تحمل في طياتها فرصا لحدوث تغيرات كبيرة".
خارج المكتب يدحرجون القصة المطلوبة، غير قلقين البتة. العلاقات مع رئيس الولايات المتحدة جورج بوش ممتازة: تقدير متبادل، وُدٌّ متبادل، وصدقية. لذلك، ليس ثمة ما يثير التخوف. ليس ثمة أي خطر في ان تتحول "خارطة الطريق" للتسوية الاسرائيلية - الفلسطينية الى مصيدة. ثم ان ارئيل شارون يجيد التملص من المصائد. انه متخصص في اقتياد الاخرين الى المصائد التي يتملص منها بنفسه.
الصفحة 827 من 894