[قراءة حول جدوى الاستثمار في المنظومات الدفاعية]
تجدّد إطلاق صواريخ "القسّام" على بلدة سديروت في الأسابيع الأخيرة، طرح مجدداً على بساط البحث مسألة الوسائل الدفاعية الممكنة في مواجهة هذا السلاح. تداول هذا الموضوع ليس بالأمر الجديد، إذ شرعت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية في بحثه والانشغال فيه قبل أكثر من عشر سنوات، حينما كانت "كريات شمونه" تتعرض للقصف بصواريخ الكاتيوشا من لبنان. وفي هذا السياق حظيت بعناوين بارزة في شكل خاص منظومة الليزر التكتيكية "ناوتيلوس"، التي جرى تطويرها في نطاق تعاون إسرائيلي- أميركي بهدف اعتراض صواريخ (قصيرة المدى) بواسطة أشعة ليزر شديدة القوة. وعلى الرغم من أنه استثمرت مبالغ طائلة في هذا المشروع، إلاّ أنه جُمِّدَ بعد مرحلة من التجارب والاختبارات.
تهدف هذه الورقة إلى تحليل مجمل الاعتبارات المختلفة والإجابة على السؤال الأساسي: هل يتعين على إسرائيل الشروع في عملية تفاوضية للتوصل إلى تسوية سياسية مع سورية؟
صورة الوضع... أسئلة مركزية
عملية المفاوضات السياسية بين إسرائيل وسورية، والتي استمرت طوال العقد السابق، انتهت في السادس والعشرين من آذار 2000 باللقاء الفاشل بين (الرئيسين السابقين) بيل كلينتون وحافظ الأسد. وقد طرأت منذ ذلك الوقت تغييرات هائلة في الخريطة الإستراتيجية تؤثر على الوضع الراهن والمستقبلي في العلاقات الإسرائيلية- السورية، سواء في سورية أو إسرائيل وكذلك في المنطقة والعالم.
اللقاء الذي جمع أخيراً بين رئيس وزراء إسرائيل إيهود أولمرت ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، وهو اللقاء الأول بينهما منذ لقائهما غير الرسمي في شهر حزيران الماضي، لا يبشر باستئناف عملية السلام الإسرائيلية- الفلسطينية. مع ذلك فإن أهمية هذا اللقاء تتجاوز مجرّد انعقاده، ذلك لأنه قد يشير، على الأقل بصورة كامنة، إلى رغبة مشتركة لدى الطرفين في الخروج من الطريق المسدود الذي يسم العلاقات الإسرائيلية- الفلسطينية منذ انهيار مفاوضات السلام قبل ست سنوات أو أكثر.
في أعقاب الفوز الباهر الذي حققه نيقولا ساركوزي في انتخابات الرئاسة الفرنسية الأخيرة، سيكون كرئيس جديد مدعواً للوفاء بالوعود والتعهدات التي قطعها على نفسه خلال الحملة الانتخابية بتحقيق إصلاحات داخلية وفي الوقت ذاته تجسيد خطوط سياسة جديدة في مجال العلاقات الخارجية. وكان ساركوزي قد أكد في خطاب فوزه على الأهمية التي يوليها للإتحاد الأوروبي لكنه عاد أيضاً ومد يده للولايات المتحدة الأميركية. هذا الخطاب لم يتطرق في الواقع إلى إسرائيل، لكن من المعلوم أن الشرق الأوسط عامة وإسرائيل بشكل خاص مطروحان على أجندة الرئيس الفرنسي الجديد.
الصفحة 737 من 894