شيئاً فشيئاً، وعلى حين غرة، انقلبت الدوائر وعاد ليحلق مجدداً في سماء الشرق الأوسط عامل الردع العسكري الإسرائيلي بعدما كان قد انحدر إلى دركٍ غير مسبوق نتيجة للثمار البائسة لحرب لبنان الثانية. في البعد المتعلق بالمعطيات الواقعية، لم تتغير المعطيات الأساس في موازين القوى في المنطقة، وباستطاعة الملم بالتفاصيل أن ينعش الفرضية القائلة بأن التفوق النوعي لإسرائيل ما زال قائماً على حاله، إن لم نقل إنه ازداد.
اكتشف المجتمع الإسرائيلي أخيراً بذور الشر، إنها مجموعة من الأشرار الذين استخدموا رموز النازيين الجدد كإطار للنشاط العنيف لهذه الزمرة. وبطبيعة الحال فإن الساسة اللاهثين وراء الدعاية والشهرة لن يفوتوا هذه الفرصة، فسرعان ما ظهرت اقتراحات لتغيير القانون أو لاستخدام تعسفي لإجراءات ووسائل من قبيل الطرد من البلاد وسحب الجنسية وتعديل قانون العودة.
قبل فترة طويلة، كان هناك من نَبَّه إلى المكانة الهزيلة، أو على الأدق انعدام المكانة، لـ "مجلس الأمن القومي" الإسرائيلي، حتى في هذا الموقع الإلكتروني. كان الاهتمام بالموضوع معدوماً على وجه التقريب، لذلك لم تظهر اليوم أية أصداء لاستقالة رئيس وكبار المسؤولين في المجلس مؤخراً.
تجد المؤسسة الرسمية (الإسرائيلية) في الانفصال عن أحياء عربية في القدس دواء للمشكلة الديمغرافية، متغاضية عن زخم يهودي راسخ وطويل الأجل، يتمثل في الزيادة اللافتة في النمو الطبيعي اليهودي والنكوص السريع أكثر من المتوقع في النمو السكاني الطبيعي العربي بين نهر الأردن والبحر المتوسط.
الصفحة 731 من 894