في الوقت الذي يتجول فيه وزير التربية والتعليم الإسرائيلي، نفتالي بينيت، هذه الأيام مزنرا بمسدس حول خاصرته، مستعداً لقتل حامل السكين العارض وكأن لا حراس مرافقين له، تعدّ وزارته الطلاب لمواجهة ما تسميه "موجة الإرهاب" الحالية بصورة ليست أقل غرابة.
تشير المعطيات التي تتضمنها مخططات الحكومة الإسرائيلية إلى أن النية تتجه نحو بناء 125 ألف وحدة سكنية جديدة في مدن النقب، بحيث يتم بناء 50 ألف وحدة سكنية في بئر السبع، 30 ألف وحدة في عسقلان (أشكلون)، 20 ألف وحدة في كريات غات، 15 ألف وحدة في كريات ملآخي و10 آلاف وحدة في مدن أخرى.
رافقت مصادقة الحكومة الإسرائيلية على مخطط إقامة خمس بلدات جديدة في النقب، في مطلع الأسبوع الماضي، خلافات جدية بين مؤيد ومعارض للمخطط. ولم يتطرق طرفا هذا الخلاف إلى المخطط الأصلي، "مخطط برافر" الذي تقرر تجميده قبل سنتين ويهدف إلى ترحيل العرب البدو عن قراهم الموجودة قبل تأسيس إسرائيل دون أن تعترف إسرائيل بها أبدا، وإنما تسعى إلى هدمها ومصادرة أراضيها البالغة مساحتها مئات آلاف الدونمات وإقامة بلدات يهودية صغيرة مكانها. والبلدات الخمس التي تمت المصادقة عل إقامتها تشكل مرحلة أولى في هذا المخطط.
حذرت دراسة صدرت في إسرائيل في العام 2011 وحملت عنوان "إسرائيل 2010 - 2030، في الطريق إلى دولة دينية" من أن إسرائيل تسير في اتجاه التحوّل إلى دولة دينية بصورة تشكل خطرا على استمرار وجودها.
وقد أعد الدراسة رئيس معهد "حايكين للأبحاث الجيو - إستراتيجية" في جامعة حيفا البروفسور أرنون سوفير الذي يعتبر أحد أبرز خبراء الشؤون الديمغرافية في إسرائيل، وواضع مخطط تهويد الجليل، ونُشرت ترجمة عربية لها ضمن سلسلة "أوراق إسرائيلية" الصادرة عن مركز مدار (الرقم 55).
الصفحة 624 من 885