خلقت الصحف الإسرائيلية، خلال الفترة القليلة الفائتة، موجة من الحنين المفتعل لرئيس الحكومة السابق أريئيل شارون [بمناسبة عيد ميلاده الثمانين- المحرر]. وقد حفلت هذه الصحف، خاصة "معاريف" و"يديعوت أحرونوت"، بأعمدة طويلة مليئة بالتباكي والكلام العاطفي المفعم الذي أنشأه كل من رئيس الحكومة الحالية (أيهود أولمرت) ووزيرة خارجيته (تسفي ليفني)، كما لو أنهما أرادا بذلك تسديد دين للزعيم الذي وصلا برعايته إلى حيث وصلا، إلى قمة الحكم.
ليس هناك ما يدعو (إسرائيل) إلى التخوف في أعقاب معطيات الإحصاء الفلسطيني لسنة 2007 التي أعلن عنها أخيراً. وخلافاً لمعطيات الإحصاء المنشورة فإن عدد "عرب يهودا والسامرة" (الضفة الغربية) يبلغ 5ر1 مليون نسمة لا 3ر2 مليون كما أعلن. كذلك فإن عدد "عرب غزة" الذي أعلن عنه ليس دقيقاً فهو يبلغ 1ر1 مليون لا 5ر1 مليون نسمة. معطيات تعداد السكان الفلسطينيين الأخير ليس لها أي أساس من الصحة، حسبما يتضح من فحص منهجي للتوثيق الفلسطيني والإسرائيلي والدولي للولادات والوفيات ومعطيات الهجرة وتسجيل الأطفال البالغة أعمارهم 6 سنوات الملتحقين بالصف الأول الابتدائي في المدارس إضافة إلى توثيق (سجل) أسماء أصحاب حق الانتخابات (من سن 18 عاماً فما فوق) في مناطق "يهودا والسامرة وغزة".
أطلق في 21 كانون الثاني الماضي القمر الاصطناعي الإسرائيلي الجديد "تيك- سار"، وذلك من "مركز سريهاريكوتا الفضائي" في جنوب شرق الهند بواسطة صاروخ إطلاق هندي. وقد دخل القمر الاصطناعي إلى مداره بعد نحو 80 دقيقة من إطلاقه.
يثير التهليل الإعلامي والشعبي الذي رافق قتل "المخرب الانتحاري" الثاني في عملية ديمونا (وقعت في 4 شباط 2008)، الدهشة والاستغراب. لكن "العمل البطولي" للشرطي مطلق النار ينبغي تفحصه في شكل أساس من الزاوية الأخلاقية. زعماء الدولة وقادة أجهزتها الأمنية وقسم كبير من مراسلينا ("كلاب حراستنا") دأبوا على التفاخر صباح مساء بالمستوى الأخلاقي الرفيع للمحارب الإسرائيلي. غير أنه يجدر بنا أن نستهل بتقديم عدد من الإيضاحات حول الأخلاق عموماً وأخلاق القتال والحرب بصورة خاصة.
عندما هدمت حركة "حماس" في ليلة 22- 23 كانون الثاني 2008 الجدار الذي فصل بين قطاع غزة ومصر، وتدفقت جموع الفلسطينيين إلى الجانب المصري من أجل شراء المواد التموينية واستنشاق نسائم الحرية، خلقت الصور والتصريحات التي نشرتها وسائل الإعلام العالمية حول الحدث انطباعا بأن الحديث يدور عن حدث له دلالات ومعانٍ بعيدة الأثر، مثل سقوط جدار برلين.
بقلم: يورام شفايتسر *
توفي مؤخرًا د. جورج حبش، زعيم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
ترأس حبش ثاني أكبر فصائل منظمة التحرير الفلسطينية في إبان سنوات ازدهار الحركة الوطنية الفلسطينية، وقد شكل حبش في حينه خصما لياسر عرفات ولا سيما في كل ما يتعلق بالناحية الأيديولوجية. غير أن المساهمة الأساسية لحبش كزعيم للجبهة الشعبية تمثلت في نقل "الإرهاب" الفلسطيني إلى الساحة الدولية. فقد قرر حبش بواسطة شريكه في إقامة الجبهة ورئيس ذراعها التنفيذية د. وديع حداد- وكلاهما طبيبان فلسطينيان مسيحيان- تغيير إستراتيجية عمل منظمتهما بشكل خاص والحركة الفلسطينية المقاتلة بشكل عام، عبر شن حملة إرهاب عالمية. وبحسب المنطق الفكري الذي وجههما فإن القضية الفلسطينية لا تحظى بالاهتمام المطلوب نظراً لأن التعاطي معها يتم باعتبارها قضية لاجئين وليس كقضية وطنية تتطلب حلاً وطنيا. لذا قرر حبش وحداد تصدير المشكلة الفلسطينية إلى خارج حدود فلسطين والعمل بواسطة "إرهاب استعراضي عشوائي" على فرض أجندتهما، أو بلغتهما "دسها إلى حلق العالم" بحيث لا يعود بإمكان هذا العالم تجاهل معاناة الفلسطينيين ومأساتهم.
الصفحة 7 من 119