المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

نشر "المعهد الإسرائيلي للديمقراطية" أول من أمس، الأحد، استطلاع "مؤشر السلام" لشهر شباط الماضي، الذي شمل مستطلعين يهودا وعربا في إسرائيل.

وجرى التطرق من خلاله إلى عدة مواضيع بينها الشعور بالأمن خلال الهبة الشعبية الفلسطينية، وتفوهات مسؤولين إسرائيليين بأن مشاعر العائلات الإسرائيلية الثكلى مختلفة عن مشاعر العائلات الفلسطينية الثكلى في أعقاب استشهاد أبنائها، وانتخابات الرئاسة الأميركية وانعكاساتها على إسرائيل، وغيرها من المواضيع.

وتبين من الاستطلاع أن أغلبية مؤلفة من 66% من اليهود يتخوفون أو يتخوفون جدا اليوم من أن يصابوا أو يصاب أشخاص قريبون منهم في عمليات ينفذها فلسطينيون.

وكانت هذه النسبة 70% في استطلاع "مؤشر السلام" لشهر كانون الأول الماضي، علما أن هذه النسبة كانت 57% في استطلاع شهر تشرين الأول الماضي، أي في بداية الهبة الشعبية الفلسطينية الحالية.

وأظهر الاستطلاع أن نسبة العرب الذين يتخوفون من أن يصابوا أعلى، إذ قال 73% إنه يتخوفون أو يتخوفون جدا من الإصابة، لكن معدي الاستطلاع أشاروا إلى أنه ليس واضحا ما إذا كان العرب يتخوفون من عمليات فلسطينية أو من إرهاب يهودي.

وفي ردهم على السؤال: "هل توافق أم لا على أقوال وزير الخارجية السابق، أفيغدور ليبرمان، بأنه على عكس تصريحات (رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين) نتنياهو، فإن سياسته تجاه الفلسطينيين، عمليا، ليست صارمة بالقدر الكافي ولذلك فإن موجة الإرهاب الحالية مستمرة بقوة كبيرة"، أيد 56% من اليهود أقوال ليبرمان.

وأيد 93% من مصوتي حزب شاس و92% من مصوتي حزب "يسرائيل بيتينو" أقوال ليبرمان، كما أيد 73% من مصوتي حزب "البيت اليهودي" هذه الأقوال. وأيد 61% من مصوتي حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو أقوال ليبرمان، بينما أيدت نسبة ضئيلة من مصوتي قائمة "المعسكر الصهيوني" (37%) ومصوتي حزب ميرتس (16%) أقوال ليبرمان. وعارض 69% من العرب أقوال ليبرمان.
وأطلق مسؤولون إسرائيليون، بينهم المفتش العام للشرطة، روني ألشيخ، ووزير الدفاع، موشيه يعلون، تفوهات عنصرية، زعموا من خلالها أن مشاعر العائلات اليهودية التي قُتل أو أصيب أحد أفرادها في العمليات الفلسطينية مختلفة عن مشاعر العائلات الفلسطينية التي استشهد أحد أبنائها أو أصيب بنيران قوات الأمن الإسرائيلية بادعاء تنفيذهم عمليات أو محاولتهم تنفيذ عمليات، وقال ألشيخ إن "الفلسطينيين يقدسون الموت بينما نحن نقدس الحياة".

وقال 77% من اليهود إنهم يوافقون أو يوافقون جدًا على أقوال ألشيخ. وكان هذا موقف المصوتين للأحزاب الصهيونية، بمن فيهم مصوتو "المعسكر الصهيوني" بنسبة 52%، وباستثناء مصوتي ميرتس، الذين أيد 21% منهم تفوهات ألشيخ العنصرية.
ويؤكد الاستطلاع انقسام الجمهور اليهودي حيال استخدام القوة المفرطة ضد الفلسطينيين، وتبيّن ذلك لدى السؤال عن أقوال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، غادي آيزنكوت، بوجوب ضبط النفس فيما يتعلق باستخدام القوة العسكرية ضد الفلسطينيين الذين ينفذون عمليات وقوله إنه "لا أريد أن يفرغ جندي ذخيرة بندقيته في فتاة عمرها 13 عاما تحمل مقصا". فقد قال 50% إنهم يعارضون أقوال آيزنكوت، مقابل 5ر47% عبروا عن تأييدهم لها.

ورفض 49% توصية ضباط كبار في الجيش الإسرائيلي، وبضمنهم رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية هرتسي هليفي، منح تسهيلات اقتصادية للفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية، بحيث يكون لديهم ما يمكن أن يخسروه وأن من شأن ذلك تهدئة الهبة الفلسطينية. وأيد 46% توصيات هؤلاء الضباط. وتبين أن أقل تأييد حصلت عليه أقوال آيزنكوت في هذا الاستطلاع كانت بين مصوتي "البيت اليهودي" (19%) ومصوتي "يسرائيل بيتينو" (23%)، بينما أعلى تأييد كان كما هو متوقع بين مصوتي ميرتس (5ر89%) ومصوتي "المعسكر الصهيوني" (5ر70%). وكانت النسب مشابهة لدى الرد على سؤال حول تسهيلات اقتصادية للفلسطينيين، حيث عارضها اليمين.

واعتبر 90% من اليهود أن ممارسات الجيش الإسرائيلي من أجل وقف الهبّة الشعبية الفلسطينية "أخلاقية" أو "أخلاقية جدًا". وحتى أن هذا كان موقف 63% من مصوتي ميرتس. ورأى معدو الاستطلاع أن ادعاءات القيادتين السياسية والعسكرية بأن "الجيش الإسرائيلي هو الجيش الأكثر أخلاقية في العالم" تجذرت لدى الغالبية الساحقة من الجمهور اليهودي في إسرائيل. وفي المقابل أكد 83% من العرب أن ممارسات الجيش الإسرائيلي ضد الفلسطينيين غير أخلاقية.

وفيما يتعلق بالانتقادات الدولية لإسرائيل، قال 90% من اليهود إن هذه الانتقادات "غير مبررة" أو "غير مبررة أبدا". وهنا أيضا اعتبرت أغلبية مصوتي ميرتس (53%) أن هذه الانتقادات "ليست في مكانها".

وطرح الاستطلاع سؤالا حول القدس: "هل توافق أم لا توافق على الرأي القائل إن القدس بات مقسمة إلى مدينتين من الناحية الفعلية، المدينة الشرقية والمدينة الغربية؟". ويشار إلى أنه في استطلاع "مؤشر السلام" من العام 1999 قال 49% إن "القدس موحدة" و44% قالوا إنها "غير موحدة". لكن في الاستطلاع الحالي، قال 61% من اليهود إنهم يعتقدون أن القدس "ليست موحدة" كما يدعي قادة إسرائيل وإنما هي مقسمة. وقال 5ر88% من مصوتي "المعسكر الصهيوني" و85% من مصوتي ميرتس إن القدس "ليست موحدة". وأيد ذلك 13% من مصوتي شاس. وتبين أن مصوتي الليكود منقسمون حيال هذه المسألة، وقال 49% إنها "موحدة" ونسبة مطابقة قالت إنها "ليست موحدة". وقال 47% من العرب إن القدس "مقسمة" و43% إنها "ليست مقسمة".

وطرح المؤشر سؤالا فحواه "هناك من يدعي أن العدد الكبير من العرب في القدس الشرقية الضالعين في عمليات إرهابية مرتبط بأن دولة إسرائيل وبلدية القدس تميزان ضد القدس الشرقية قياسا بالقدس الغربية، في مجالات الصحة والتعليم والخدمات الأخرى. هل توجد علاقة أم لا، برأيك، بين تعامل السلطات مع القدس الشرقية وبين الضلوع المرتفع للسكان هناك في العمليات ضد اليهود؟".

واعتبرت أغلبية من اليهود مؤلفة من 57% أنهم لا يرون علاقة بين التمييز وبين الضلوع في العمليات، وعزوا ضلوع الفلسطينيين في القدس الشرقية في العمليات إلى دوافع قومية أو أخرى. وتبين من تحليل نتائج الاستطلاع، أن أغلبية بين مصوتي "المعسكر الصهيوني" (68%) وميرتس (5ر89%) ترى أنه توجد علاقة بين التمييز ضد سكان القدس الشرقية وضلوعهم في العمليات. ورأى 52% من العرب أنه توجد علاقة بين العاملين، بينما نفى 24% وجود علاقة كهذه ورفض 24% الإجابة على هذا السؤال.

وتطرق الاستطلاع إلى الانتخابات التمهيدية للرئاسة الأميركية.
وقال 5ر40% إنهم يفضلون هيلاري كلينتون على بيرني ساندرز، الذي حصل على تأييد 16% في الاستطلاع، برغم أنه مرشح يهودي. وقال 6% إنهم يعتقدون أن كليهما مفضلان بالقدر نفسه بينما يعتقد 10% أن لا أحد منهما مفضل. وقال 27% إنهم لا يعرفون الإجابة على هذا السؤال. وتبين من تحليل النتائج أن 60% من مصوتي "المعسكر الصهيوني" ونسبة مشابهة من مصوتي حزب "ييش عتيد" يفضلون كلينتون.

وكانت صيغة هذا السؤال الموجهة إلى العرب مختلفة: "من بين الاثنين أكثر تأييدا لإسرائيل؟". وقال 35% إن كليهما مؤيدان لإسرائيل بالقدر نفسه، بينما قال 31% إن كلينتون مؤيدة لإسرائيل أكثر من ساندرز. وفقط 2% من العرب قالوا إن ساندرز ودي أكثر من كلينتون لإسرائيل.

وفيما يتعلق بمرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب، قال 61% من اليهود إنه ودي أو ودي جدا تجاه إسرائيل، و14% قالوا إنه ليس وديا أبدا أو ليس وديا كثيرا، وقال ربع المستطلعين إنهم لا يعرفون الإجابة. وقال 44% من العرب إنه لا يعرفون الإجابة على هذا السؤال.

وقال 34% من اليهود إن رئيسا جمهوريا أفضل بالنسبة لإسرائيل، مقابل 28% يعتقدون أن رئيسا ديمقراطيا أفضل. ورأى 13% أنه فيما يتعلق بمصلحة إسرائيل فإنه لا يوجد فرق من أي حزب يأتي الرئيس الأميركي. وقال ربع المستطلعين إنهم لا يعرفون الإجابة على هذا السؤال.

وتم سؤال العرب حول رئيس أي حزب سيكون مؤيدا لإسرائيل أكثر. وقال 37% إن رئيسا ديمقراطيا سيكون أكثر تأييدا لإسرائيل، بينما قال 30% إن لا فرق سواء كان ديمقراطيا أو جمهوريا، واعتبر 23% أن رئيسا جمهوريا سيكون أكثر تأييدا لإسرائيل.

يشار إلى أن استطلاع "مؤشر السلام" يجري تحت رعاية برنامج "إيفانس للتجسير وحل النزاعات" في جامعة تل أبيب ومركز "غوطمان لدراسة الرأي العام والسياسة" التابع لـ"المعهد الإسرائيلي للديمقراطية". وأجرى الاستطلاعات معهد الأبحاث "ميدغام" عبر الهاتف بين 28 شباط الماضي والأول من آذار الحالي، بين 600 شخص يشكلون عينة قطرية تمثل مجمل السكان البالغين في إسرائيل فوق سن 18 عاما. وخطأ العينة الأقصى 1ر4% ومستوى التأكيد بنسبة 95%.

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات