عادت العلاقة المتوترة بين إسرائيل والحزب الديمقراطي الأميركي، التي ورثتها حكومة نفتالي بينيت عن حكومة بنيامين نتنياهو، إلى واجهة الأحداث الأسبوع الماضي. فعرقلة عدد من الأعضاء الديمقراطيين التقدميين في مجلس النواب الأميركي، مشروع قانون الموازنة العامة في الولايات المتحدة بسبب تضمنها بندا ينص على دعم إسرائيل بمليار دولار لتعزيز ترسانتها من صواريخ وبطاريات القبة الحديدية، شكلت ضربة غير متوقعة لإسرائيل.
"صحيح أن السنة هي فترة زمنية قصيرة للغاية في سياق رصد وتقصي التحولات الجيو سياسية الواسعة والعميقة، لكنّ بعض الآثار قد تظهر في غضون فترة أقصر من تلك بكثير، بل قد يكون بعضها فورياً أيضاً. هذا ما يمكن قوله، بدرجة عالية من الدقة في التشخيص والتقييم، عن "اتفاقيات أبراهام" التي تمثل تأثيرها الفوري الجليّ، أساساً، في تقويض مكانة المقاطَعة العربية ضد إسرائيل، وهو ما نجمت عنه تأثيرات عديدة مختلفة ظهرت بصورة واضحة خلال السنة الأولى من عمر هذه الاتفاقيات"- هذه هي الخلاصة المركزية التي تسجلها دراسة جديدة أجرتها د. موران زاغا، الباحثة في معهد "ميتفيم" (مسارات ـ المعهد الإسرائيلي للسياسات الخارجية الإقليمية) وفي "كلية حايكين" للدراسات الجيو استراتيجية في جامعة حيفا، وذلك بمناسبة مرور عام واحد على إبرام تلك الاتفاقيات ونشَرها معهد "ميتفيم" مؤخراً تحت عنوان: "هل كانت اتفاقيات أبراهام حدثاً مُغَيِّراً للّعبة؟ ـ اختبار السنة الأولى".
مرّت في الأسبوع الماضي مئة يوم على الحكومة الإسرائيلية ذات الرئاسة التناوبية بين نفتالي بينيت ويائير لبيد، ولا يوجد ما يمكن الإشارة اليه كإنجاز لهذه الحكومة، سوى أنها كسرت الرهان على سقوطها خلال بضعة أسابيع قليلة، وتبث إشارات ثبات لفترة أطول، وفق الوضع القائم حاليا؛ خاصة بعد أن مررّت في الكنيست مشروع الموازنة بالقراءة الأولى بسهولة، ما قد يدل ربما على سهولة تمرير الميزانية في موعدها، في مطلع تشرين الثاني. في المقابل فإن حزب "يمينا" برئاسة نفتالي بينيت، الذي سجّل سابقة بتوليه رئاسة الحكومة رغم صغر كتلته في الكنيست، يترقب مستقبله، بعد أن مدّ يده لشرخ معسكر اليمين الاستيطاني، برغم أنه يواصل تطبيق سياساته.
اسم الكتاب: "بيت ثالث: من شعب إلى قبائل إلى شعب"
اسم المؤلف: آري شفيط
دار النشر: مشكال (يديعوت سفاريم)
تاريخ الإصدار: أيار 2021
عدد الصفحات: 220
يُحيل مصطلح "البيت Bayet" في العبرية إلى مجموعة من المعاني الدينية واليومية والتاريخية المختلفة الخاصّة والجمعية على الصعيد اليومي، وفي اللغة الدنيوية (علمانية) يُحيل إلى المبنى السكني الذي يسكنه البشر، وهو بالتالي يستبطن في ثناياه العلاقة الحميمية مع المكان ويُحيل إلى الحماية والأمن والأمان والدفء، لكنّه في سياق التاريخ المُتخيل للجماعة اليهودية، يُحيل إلى المملكة، وحين يكون مقرونا بالأخيرة، فهو يُصرّح تصريحا سياسيا أيديولوجيا أن إسرائيل الحالية- وفي خطّ التطور "اليهودي"- هي "المملكة الثالثة" التي قامت بعد أن تدمّرت المملكة الثانية. وإذا ما أخذنا المعنى إلى الديني والمقدس، فإن البيت يُحيل إلى بيت الله أي "الهيكل"، وإن كان البيت الثالث هو "الهيكل الثالث" فهو الذي يتأرجح حالياً بين الثيولوجيا الخلاصية وبين المشاريع السياسية التي بدأت ضيّقة وهامشية وتحولت مؤخراً إلى هوامش واسعة ورحبة تعمل بمثابرة وجِدّ من أجل أن تُنزل السماوي إلى الأرض وتتخذ من الخلاصي مشروعها السياسي الذي يَعِدْ بدهورة الصراع عبر موضعته في قاع الصراع الديني.
الصفحة 236 من 914