تبدو الحلبة السياسية الإسرائيلية هذه الأيام في حالة تأهب استعداداً لنشر تقرير مراقب الدولة، القاضي المتقاعد يوسف شابيرا، حول الإخفاق الذي حدث خلال ولاية حكومتي بنيامين نتنياهو، منذ العام 2009 وحتى اليوم، وأدى إلى ارتفاع أسعار السكن. ويتوقع نشر هذا التقرير في نهاية الأسبوع الحالي أو مطلع الأسبوع المقبل. وسيكون هذا ثاني تقرير يصدره المراقب، عشية الانتخابات للكنيست المقبل بعد تقرير "مصروفات منازل رئيس الحكومة" الذي اتهم نتنياهو وزوجته بصرف مبالغ وتبذير أموال الجمهور والاشتباه بوجود مخالفات جنائية (طالع تقريراً آخر عنه ص 7).
يصعب في معركة الانتخابات الحالية للكنيست رؤية فروق جوهرية بين الأحزاب الصهيونية، في كل ما يتعلق بالفلسطينيين والاحتلال والاستيطان. بل إن قائمة "المعسكر الصهيوني"، أي التحالف بين حزبي العمل و"هتنوعا" برئاسة تسيبي ليفني، يعمل جاهدا من أجل كسب أصوات ناخبين في اليمين. ويبدو واضحا في هذه المعركة ابتعاد الأحزاب التي تخوضها عن الحديث عن عملية سلام، ولكن العديد من مرشحي الأحزاب يزورون المستوطنات ويسعون إلى كسب أصوات المستوطنين ويعبرون عن تأييدهم للاستيطان.
شكلت مراسم التسليم والتسلم لقيادة الجيش الإسرائيلي بين رئيس هيئة الأركان العامة المنتهية ولايته الجنرال بيني غانتس وخلفه الجنرال غادي آيزنكوت التي أقيمت أخيراً، فرصة أخرى لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وأقطاب الليكود واليمين كي يركزوا على الشأن الأمني في الحملة الانتخابية الحالية في مقابل تركيز "معسكر الوسط- اليسار" أكثر على الشأن الاجتماعي - الاقتصادي.
يصل في الأيام المقبلة وفد عن سكرتارية منظمة التعاون بين الدول المتطورة OECD لفحص مدى مكافحة الفساد في أجهزة الحكم، في الوقت الذي تعصف بالساحة السياسية قضايا فساد ضخمة، وخاصة تلك التي يتورط فيها حزب "يسرائيل بيتينو" بزعامة أفيغدور ليبرمان، ومن المتوقع أن توصي الشرطة حتى قبل الانتخابات بتقديم لوائح اتهام ضد عدد ليس بقليل من الأسماء المرتبطة بهذا الحزب، وقد يكون بينهم منتخبي جمهور وعاملين في أروقة الكنيست، والمؤسسات الرسمية والوزارات، ولكن مقابل هذا تكشفت سلسلة من قضايا الفساد التي تعد "صغيرة" أمام قضية "يسرائيل بيتينو" وقد يتورط فيها بنيامين نتنياهو وزوجته سارة.
الصفحة 711 من 894