هذا كتاب موسوعي تحت عنوان: "عـــلاقــات إســـرائيل الـدوليـة - السياقات والأدوات، الاختراقات والإخفاقات" شارك فيه 18 باحثاً فلسطينياً وعربياً من المختصين في العلاقات الدولية، والسياسات الإقليمية، إلى جانب دبلوماسيين تناولوا الموضوع من زاوية تجربتهم العملية.

ويأتي الكتاب الواقع في 650 صفحة من القطع الكبير، ليجيب عن سؤال بحثي كبير يركز على طبيعة إسرائيل من الخارج وفي الخارج، وقراءة علاقات إسرائيل الدولية من حيث منطلقاتها ودوافعها والغايات من ورائها، كل ذلك يتم في سياق تطور تاريخي يلقي الضوء على الفاعلين من قادة ومؤسسات، كما يستوعب في بوتقته التفاعلات الدولية الخارجية، خاصة ما يتعلق ببنية النظام الدولي وتحولاته.

ويسلط الكتاب الضوء على جانب غائب عن فعالية البحث السياسي العربي، إذ يتركز البحث - في الشؤون الإسرائيلية في مراكز الأبحاث العربية كما في الجامعات - حول الصراع العربي الإسرائيلي وقضاياه المختلفة كما على المجتمع الإسرائيلي ونظام الحكم في إسرائيل، فهناك محاولات قليلة لتسليط الضوء على بعض جوانب علاقات إسرائيل الخارجية خاصة تلك المتعلقة بالعلاقات مع الحليف الإستراتيجي (الولايات المتحدة)، وبعض الدراسات القديمة عن المساعدات العسكرية الإسرائيلية لأميركا اللاتينية في السبعينيات وبعض الدراسات القليلة حول الدور الإسرائيلي في إفريقيا.

ويكتب المحرر في تقديمه للكتاب: "يطمح الكتاب لتغطية نقص في المكتبة العربية والمساهمة في تطوير اتجاهات من البحث في الدراسات الإسرائيلية تعمل على فهم أعمق لإسرائيل من خلال النظر بشكل شمولي إلى تفاعلات إسرائيل الداخلية والخارجية وفهم طبيعة التأثير المتداخل بين الجوانب المختلفة لهذه التفاعلات. إن من شأن هذا أن يكون عوناً في رسم سياسات فلسطينية وعربية تدفع المصالح الفلسطينية والعربية إلى الأمام، وتطور من أدوات السياسة الخارجية الوطنية في هذا الاتجاه. إن إحدى أهم الملاحظات التي يكشف عنها الكتاب النقص والضعف في التفاعل السياسي العربي في الكثير من المناطق في العالم. لا يقتصر الأمر على علاقات العرب مع الدول الكبرى بل يشمل أيضاً ضعفاً في التنافس مع إسرائيل في عواصم الدول الصغرى، وبعض الدول التي كانت تعتبر في السابق ذات علاقات قوية مع العالم العربي، مثلما هو الحال مثلاً مع الهند وبعض دول آسيا وإفريقيا. وبذلك فإن هذا الكتاب إضافة للدراسات العربية في مجال العلاقات الدولية والسياسة الخارجية بتسليطه الضوء بشكل متكامل على علاقات إسرائيل وتفاعلاتها الدولية.

يشارك ثمانية عشر كاتباً وباحثاً وباحثة من أكاديميين ومختصين في العلاقات الدولية والسياسات الإقليمية المختلفة وسياسات بعض الدول ودبلوماسيين وسفراء متمرسين في كتابة فصول الكتاب. إن الإحاطة بجوانب علاقات إسرائيل الدولية وتفاعلاتها مع العالم لم تكن سهلة لأنها طريق بكر غير معبدة لم تدسها أقدام عابرين كثر من قبل، لذا فإن هذا الكتاب يسعى لأن يكون مصباحاً يهدي أولئك المختصين في الدراسات الإسرائيلية ليكتشفوا جوانب أخرى من السياسة الإسرائيلية، وليفهموا أبعاداً أخرى للتفاعلات السياسية داخل إسرائيل، ولدارسي العلاقات الدولية بما يوفره من ثراء معرفي وتنقيب تُعمل فيه أدوات البحث ومناهجه في العلاقات الدولية والسياسة الخارجية، ولدارسي السياسات الإقليمية ودراسات الشرق الأوسط تحديداً، وللسياسيين والدبلوماسيين الفلسطينيين والعرب لعلهم يستطيعون تطوير خطط وبرامج تعمل على تحقيق المصالح الوطنية في المحافل والعواصم والمنظمات الدولية بعيداً عن ردة الفعل والعشوائية، وللقارئ العربي الذي يريد أن يفهم بصورة أعمق جوانب الصراع المختلفة.

وتم لغايات تسهيل مهمة تحقيق ذلك، تقسيم علاقات إسرائيل في العالم وفق أبواب مختلفة يعالج كل باب قارة أو مجموعة من الدول والمنظمات الدولية، وتم وضع الدول أو مجموعات الدول المختلفة في كل باب وفق الموقع الجغرافي، بحيث تغطي فصول الكتاب بصورة شاملة علاقات إسرائيل الدولية واشتباكها مع العالم الخارجي. فيما غطت المحاور التي تناولها الباحثون: السياق التاريخي لتطور هذه العلاقة، المحددات التي تحكمها، وضوابطها التي تحدد مسارها ومستقبلها، طبيعة العلاقات السياسية بما يشمله هذا من علاقات دبلوماسية وتعاون سياسي، بجانب مواقف الدولة أو الدول المعنية من الصراع العربي الإسرائيلي، طبيعة العلاقات العسكرية والتبادل العسكري والتعاون الاستخباراتي والأمني، طبيعة العلاقات الاقتصادية والتبادل التجاري بينها، طبيعة العلاقات العلمية وفي مجالات البحوث والتطوير إن وجدت."

ينقسم الكتاب إلى ستة وعشرين فصلاً موزعة على ستة أبواب، ويشارك فيه – وفق ترتيب الفصول - كل من: د. أماني القرم، الباحث عبد الغني سلامة، الباحث والكاتب داود تلحمي، د. "ارترو مازوني" والدكتوره "مارشيلا شيموني"، د.عدنان أبو عامر، الدبلوماسي مأمون سويدان، د. مهند مصطفى، د. أيمن يوسف، د. محمد فايز فرحات، د. فادي النحاس، الدبلوماسي محمد أبو دقة، د. أحمد قنديل، د. أماني الطويل، السفير علي القزق، السفير نبيل الرملاوي، الباحث الاقتصادي حكمت عاشور.