لم يسم أحد هذا المؤتمر "مؤتمر أوفيرا"، ولا حتى ألسنة حال اليمين المتطرف. من يتذكر إسم "أوفيرا" اليوم، وهو الاسم الذي أطلق على "شرم الشيخ" بعد احتلالها، كخطوة أولى لضمها؟
من يريد أن يتذكر مقولة موشيه ديان بأن شرم الشيخ أهم من السلام؟ فديان ذاته عمل من أجل التوصل إلى سلام مع مصر وأعاد شرم الشيخ إلى أصحابها، إلا أنه في هذا الوقت كان 2500 شاب إسرائيلي قد دفعوا الثمن بدمائهم، ومن يدري كم ألفًا من المصريين دفعوا الثمن بحياتهم مقابل تلك المقولة التي قيلت أثناء حرب أكتوبر.
وزعت المستشارة القضائية لوزارة الداخلية الإسرائيلية، في الآونة الأخيرة، مذكرة قانون تم إعداده بهدف تمديد سريان قانون المواطنة والدخول الى إسرائيل، وحتى تشديد تعليماته. وكل ذلك تحت غطاء تعديل القانون وتوسيع تحفظاته.
يصف الشاعر الإيرلندي و. ب. ييتس، في إحدى قصائده، حالة من الفوضى بالقول: "إنه يدور في دائرة آخذة في التوسع/ لا يصغي الغراب إلى صوت صاحبه/ تنهار الأشياء؛ لا يمكن للمركز أن يبقى/ يسيطر الفساد على العالم/ ... لا توجد لدى الأخيار أية مبادئ، وأما الأشرار/ فتغمرهم المعتقدات المتطرفة...".
لم يكن فوز محمود عباس (المعروف أيضاً بـ"أبو مازن") في الانتخابات الفلسطينية مفاجئاً. مجدداً أثبتت العملية الانتخابية المنظّمة والحملة الناشطة والانفتاح على وسائل الإعلام أنّه إذا تأسّست دولة فلسطينية، فستكون أوّل ديمقراطية عربية. لكنّ الدولة لم تتأسّس بعد، والنظام الذي يرأسه عبّاس الآن ليس سوى تهيئة للمسرح.
لقد أصبح هذا رسميا: أقيمت "الديمقراطية الأولى في العالم العربي" أو "الديمقراطية الثانية في الشرق الأوسط".
لقد أثارت الانتخابات الفلسطينية إعجاب العالم. فبينما كانت تجرى في الدول العربية انتخابات ما، كان يرشح فيها مرشح وحيد، يحصل على 99.62 بالمئة من الأصوات، ها هي ذي انتخابات يتنافس فيها سبعة مرشحين، وكانت حملة انتخابية يقظة، وقد حظي المرشح الفائز فيها على 62 بالمئة فقط.
رويدا رويدا تتكشف الحقائق أكثر فأكثر من خلف ما يسمى بخطة الفصل، التي بادر اليها اريئيل شارون. و"جديد" اليوم هو قرار حكومي سري، اتخذه شارون بالتزامن مع اقرار حكومته لخطة الفصل من اجل تنفيذ مشروع استيطاني رهيب، يهدف الى سلب أملاك فلسطينيين في الضفة لأراضيهم وأملاكهم التي ضمتها اسرائيل قسرا الى منطقة نفوذ القدس، هذه المنطقة التي وسعتها اسرائيل لنفسها في فترات مختلفة.
الصفحة 523 من 611