المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

برنامج تحالف "أزرق أبيض" لانتخابات الكنيست الـ 21 (9 نيسان 2019):

نشر تحالف "كحول لفان" (أزرق أبيض) الجديد، بقيادة رئيس هيئة الأركان الأسبق للجيش الإسرائيلي بيني غانتس، في أوائل آذار الجاري، برنامجه الكامل لانتخابات الكنيست الـ 21 التي ستجري يوم التاسع من نيسان القريب، والذي يمتد على 45 صفحة طرح الحزب من خلالها رؤيته وخططه المستقبلية في مجالات الحياة المختلفة في 27 فصلاً تبدأ بمقدمة تليها العناوين التالية: السياسي ـ الأمني؛ الحرب ضد الفساد؛ الاقتصاد؛ العمل والتشغيل؛ التربية والتعليم؛ الصحة؛ المواصلات؛ القضاء

والتشريع؛ الدين والدولة؛ تقليص عدم المساواة، الرفاه وحقوق الأشخاص ذوي المحدوديات؛ السكن؛ الحوكمة؛ الضواحي؛ الحكم المحلي؛ الأمن الداخلي؛ المستقلون والمصالح التجارية الصغيرة والمتوسطة؛ حماية البيئة؛ النساء؛ المتقاعدون؛ تشجيع اندماج الحريديم في المجتمع الإسرائيلي؛ الشبيبة والطلاب الجامعيون؛ الاستيطان العمالي والزراعي؛ المثليون؛ يهود المهاجر واستيعاب المهاجرين (اليهود)؛ مساواة الأقليات؛ الثقافة والفنون، إضافة إلى مقدمة.

يذكر أن "كحول لفان" هو تحالف ثلاثة أحزاب هي: "مناعة لإسرائيل" (حوسن ليسرائيل) بزعامة بيني غانتس، "يوجد مستقبل" (يش عتيد) بزعامة يائير لبيد و"الحركة القومية الرسمية" بزعامة رئيس الأركان الأسبق موشيه يعلون، ثم انضم إليهم رئيس سابق آخر لأركان الجيش الإسرائيلي هو غابي أشكنازي.

يفتتح تحالف "أزرق أبيض" مقدمة برنامجه الانتخابي بالجملة التالية التي يؤكد من خلالها أن "إسرائيل هي البيت القومي للشعب اليهودي وإسرائيل هي بيتنا جميعاً. نحن نحبّها، فخورون بها وملتزمون بالمحافظة على صورتها وعلى هويتها كدولة يهودية وديمقراطية، بصورة مطلقة".

تضيف المقدمة: "إسرائيل 2019 هي دولة قوية ومزدهرة. لكن إسرائيل 2019 هي، أيضاً، دولة مقسَّمة ومتألمة. البلاد جيدة، لكن رياحاً سيئة تهب فيها. تتعمق فيها الفجوات بين اليهود وغير اليهود، بين الأغنياء والفقراء، بين السفاراديم (الشرقيين) والإشكنازيين (الغربيين) وبين المتدينين والعلمانيين. تتباعد فيها المسافات بين المركز والضواحي، بين اليسار واليمين وبين الإنسان والإنسان. ثمة تآكل مثير للقلق في ثقة الجمهور بمؤسسات الدولة وبهيئات حفظ القانون وتطبيقه، إلى جانب التدهور المستمر في سلة الخدمات العامة المقدَّمة للمواطنين وفي جودتها. ولهذا، فقد حان الوقت لإعادة توحيد إسرائيل من جديد ولضمان مستقبلها".

وتوضح المقدمة أن "حزب أزرق أبيض يقوم على ثلاثة أسس مركزية هي: 1. الأمن ـ حيال الأخطار والتحديات المحبطة بنا، سنرفع قبضة حديدية في وجه كل من يريد السوء لنا. وفي موازاة ذلك، سنعمل بحكمة ومسؤولية لاستنفاد أية فرصة للمفاوضات الجدية والناجعة، بالتعاون مع الجهات المعتدلة في العالم العربي وفي الدول الغربية. 2. الرسمية - إسرائيل بحاجة إلى الرسمية. إذا لم ننجح في إعادة بلورة أنفسنا من جديد كشعب واحد وأمّة واحدة، وإذا لم نجد لنا جميعاً مكاناً في دولة واحدة، فلن يكون بمقدورنا مواجهة التحديات المستقبلية. على الدولة احترام الفرد، احترام الجماعات، احترام التنوع الجندري، احترام جميع القطاعات، جميع الأسباط وجميع الأقليات. على الدولة احترام التقاليد، التراث والغنى الإنساني المميز للفسيفساء الإسرائيلية. على الدولة حماية مؤسساتها. فقط من خلال تبني روح جديدة من الحوار والتوجه الداعم للوحدة ـ التعددية سيكون بمقدورنا تحقيق الرسمية الصحيحة في التي تُعلي شأن الفرد، تحترم المجموع وتجدد التحالف الإسرائيلي. نحن نضع المملكة قبل الملكية. سنعمل بكل الوسائل من أجل تعزيز الروابط بين أجزاء الشعب المختلفة؛ سنحارب الفساد؛ سنحرص على حماية حقوق جميع المواطنين؛ سندافع عن مؤسسات الدولة، عن القضاء والقانون. 3. الاقتصاد والمجتمع – نحن ملتزمون بتحقيق النمو الاقتصادي المستمر وبتقليص الفقر، ملتزمون ببناء مجتمع يتيح فرصاً حقيقية لكل مواطنة ومواطن. سنعمل على تعزيز المنظومات الجماهيرية العامة، وخصوصا في مجالات التعليم، الصحة والرفاه. سنعمل على زيادة النمو والإنتاجية من خلال تطوير واسع للبنى التحتية العامة، الاستثمار في الرأسمال البشري، تقليص البيروقراطية وبناء بيئة داعمة للاستثمارات التجارية. سنعمل على خفض تكاليف الحياة من خلال حلول في قطاع السكن والإسكان، زيادة التنافسية وتحسين الانتاجية".

ويختتم تحالف "أزرق أبيض" مقدمة برنامج الانتخابي بالتأكيد: "اخترنا خوض غمار العمل السياسي ـ الحزبي لأن إسرائيل، بالنسبة لنا، قبل كل شيء وفوق كل شيء. إننا نتعهد بالعمل بأمانة ونزاهة، بصورة رسمية وبكل قوتنا من أجل حماية إسرائيل وتطويرها".

فصل البرنامج السياسي ـ الأمني والفصل الخاص بـ"مساواة الأقليات في المجتمع الإسرائيلي ودمجها في المجتمع"

فيما يلي ترجمة حرفية كاملة للفصلين الأول (السياسي ـ الأمني) وقبل الأخير (مساواة الأقليات في المجتمع الإسرائيلي ودمجها في المجتمع)، إضافة إلى بعض البنود التي تتطرق إلى الوسط العربي ضمن فصول أخرى (العمل والتشغيل، السكن، الضواحي والأمن الداخلي) من البرنامج الانتخابي لحزب "أزرق أبيض" لانتخابات الكنيست الـ 21:

البرنامج السياسي ـ الأمني

إسرائيل هي الدولة الأقوى في الشرق الأوسط. ليس ثمة من ينافس قوتها العسكرية، الاقتصادية والديمقراطية في دائرة قطرها آلاف الكيلومترات حول حدودها. ومع ذلك، وبعد 70 عاماً من استقلالنا، لا يزال بعض جيراننا يرفض الاعتراف بحقنا في الوجود. المحيط القريب، كما المحيط الأبعد قليلاً، يضعان أمام إسرائيل تحديات أمنية كبيرة ومركّبة. أول هذه التحديات، بالطبع، هو عدوانية إيران، القوة العظمى إقليمياً، التي تعلن جهاراً نيتها لتدمير إسرائيل. إيران تقف خلف التهديدات الإرهابية والعسكرية القائمة على حدودنا، تزود حزب الله بالأسلحة المختلفة، بما فيها مئات آلاف الصواريخ والقذائف الموجَّهة نحو المدن الإسرائيلية، كما تموّل النشاط الإرهابي الذي يمارسه تنظيما "حماس" و"الجهاد الإسلامي" في قطاع غزة. ولم تتخل إيران، بعد، عن مشروعها النووي الذي ـ إن تحقق ـ سيضع إسرائيل أمام خطر وجودي غير مسبوق.

لم تعد الجيوش النظامية الكبيرة وحدها هي المتموضعة عند حدودنا، بل يزداد التحدي الأمني تعقيداً، بصورة كبيرة. فقد أصبح تهديد الصواريخ والقذائف يشكل خطراً جدياً غير مسبوق على الجبهة الداخلية الإسرائيلية؛ تحاول التنظيمات الإرهابية المسّ بنا، على الحدود وفي داخل أراضي الدولة. يستخدم العدو السكان المدنيين كدروع واقية ويسعى إلى إحباط جزء كبير من قوتنا العسكرية ونزع فاعليته. يقف الجيش الإسرائيلي والأجهزة الأمنية الأخرى أمام الحاجة الدائمة إلى التغيير والتكيف مع الواقع المعقد المستجد بغية ضمان الأمن في واقع أكثر تعقيداً بكثير عما عرفته وواجهته من قبل.

أكثر ما ينقص إسرائيل هو قيادة سياسية تأخذ زمام المبادرة، تعمل لاستغلال الفرص ولتغيير الواقع في المنطقة عموماً وعند حدودنا بوجه خاص. حركة "حماس"، التي لا يمكن مقارنة قدراتها بقدرات الجيش الإسرائيلي، تواصل التحرش بنا واستفزازنا وتنغيص حياة السكان في جنوب إسرائيل. رغم المعركة الناجحة التي يخوضها الجيش الإسرائيلي ضد تعاظم قوة حزب الله، الذي يمثل القوة الأقوى في لبنان اليوم، وضد التمركز الإيراني في سورية، إلا أن ثمة واقعاً مركباً مليئاً بالتهديدات ينشأ ويتبلور خلف حدودنا الشمالية. النشاط الإسرائيلي لا يؤتي أية ثمار في التأثير على الطريقة التي يصوغ بها (فلاديمير) بوتين، (رجب طيب) أردوغان و(حسن) روحاني التسوية الجديدة في سورية.

في الوقت ذاته، يتشكل بين البحر ونهر الأردن واقع قد يشكل تهديداً خطيراً للرؤية التي قامت دولة إسرائيل على أساسها: دولة يهودية وديمقراطية، بيت قومي للشعب اليهودي في المكان الوحيد في العالم الذي يمكنه فيه العيش والبقاء؛ دولة متنورة، متقدمة وديمقراطية يرغب شبابها في العيش فيها، لأنها المكان الأفضل في العالم.

لدينا صديق كبير ووفيّ في البيت الأبيض، لكن إسرائيل لم تعد كما كانت ـ موضوعاً خارج الخلافات في السياسة الأميركية. سياسة الحكومة الحالية في قضايا الدين والدولة أحدثت صدعاً عميقاً بين إسرائيل ويهود الولايات المتحدة الذين تشكل العلاقة معهم ومع يهود العالم أجمع جزءاً أساسياً لا يتجزأ من أمننا القومي.
يؤمن حزب "أزرق أبيض" بأن الأساس المتمثل في الحفاظ على الأمن وتعزيز قدرات الجيش الإسرائيلي والأجهزة الأمنية الأخرى ينبغي أن يتكامل مع أساس آخر ـ هو السياسي. ثمة اليوم مصالح حيوية مشتركة لنا وللعديد من دول المنطقة التي تسعى إلى الاستقرار وتواجه تهديدات شتى من الإسلام المتطرف المتمثل في إيران و"داعش". من المغرب حتى الخليج الفارسي ومن الرياض حتى القاهرة وعمان ـ هذه الدول أصبحت مستعدة اليوم للتعاون معنا في بلورة شرق أوسط آخر يلجم العدوانية الإيرانية ويهزم الإسلام المتطرف.

يتعين على إسرائيل، القوة الأكبر في المنطقة، تولّي دفة القيادة. كجزء من مفهوم الأمن القائل بأن القوة منوطة بالقدرة على التحكّم بالسيرورات، سنعمل من أجل بلورة واقع جديد يثبّت الأغلبية اليهودية في إسرائيل ويكرس الهوية اليهودية لدولة إسرائيل. سنعزز الكتل الاستيطانية ونتيح إمكانية الحياة الطبيعية في أي مكان يعيش فيه إسرائيليون. ستكون منطقة غور الأردن الحدّ الأمني الشرقي لدولة إسرائيل. ستكون القدس الموحدة عاصمة إسرائيل الأبدية. بهدي هذه المبادئ، سنبحث في خطة السلام التي سيعرضها الرئيس دونالد ترامب، عند طرحها.

لن يكون ثمة انفصال ثانٍ. أي إجراء يجري تنفيذه بصورة أحادية الجانب سيدفع العدو، بالضرورة، إلى الاستنتاج بأن مقاومته العنيفة هي التي هزمتنا وحسمت الأمر. لن نكرر هذا الخطأ. أي قرار سياسي تاريخي سيُعرض على الشعب في استفتاء عام لإقراره، أو سيجري إقراره في الكنيست بأغلبية استثنائية.

سنبادر إلى عقد مؤتمر إقليمي سوية مع الدول العربية الطامحة إلى الاستقرار، سنعمق إجراءات الانفصال عن الفلسطينيين من خلال المحافظة غير المساوِمة على مصالح إسرائيل الأمنية وعلى حرية عمل الجيش الإسرائيلي في أي مكان.

سيُطرح على جدول أعمال المؤتمر الإقليمي، أيضاً، موضوع لا يقل أهمية: مكانة إسرائيل الإقليمية، كقوة رائدة، إلى جانب الأطراف ذات المصالح المشتركة. لن يكون بعد اليوم وضع تجرى فيه مداولات حول الاتفاق النووي مع إيران أو حول التسوية النهائية في سورية دون أن تعرض هذه الأطراف ذات المصالح المشتركة، وفي مقدمتها إسرائيل، مصالحها ودون أن تتم تلبيتها.

لن نسمح، أبداً، بأي تهديد وجودي على دولة إسرائيل

انسحاب الولايات المتحدة من الشرق الأوسط، والذي بدأ في عهد الإدارة الأميركية السابقة ولا يزال مستمراً هذه الأيام أيضاً، يحمل أخطاراً جسيمة على إسرائيل وشركائها. علينا أن نضع أمام الرئيس ترامب صفقة القرن الحقيقية: شرق أوسط تقوده وتشكّله الدول الحليفة للولايات المتحدة، وليس محور المتطرفين. هكذا فقط يمكننا إعادة صديقتنا الهائلة القوة إلى المنطقة وضمان تحقيق المصالح الإسرائيلية في كل مكان.

في الصراع مع "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، أيضاً، ستكون إسرائيل مبادِرة، لا مجرورة. في غزة، علينا القيام بإجراء مزدوج: رد بكامل القوة على أي استفزاز أو عمل عنيف ضد أراضينا، من جهة، وتحرك مشترك مع جهات إقليمية يطرح أمام سكان غزة إمكانية لحياة أفضل، من جهة أخرى، بما يوضح لهم أن ما يحول بينهم وبين هذه الحياة الأفضل هو عدوانية "حماس" تجاه إسرائيل. القاعدة الأولى في الحرب ضد الإرهاب هي زرع الخلاف بين السكان، من جهة، وبين التنظيم الإرهابي الذي ينشط بينهم من جهة أخرى. يمكن لهذا أن يحصل فقط إذا اعتمدنا سياسة المبادرة في كلا المستويين، العسكري والسياسي ـ الاقتصادي؛ لا تناقض في هذا، إطلاقاً، بل العكس هو الصحيح: ذراعان يكمل أحدهما الآخر.

هضبة الجولان هي جزء لا يتجزأ من دولة إسرائيل، وهذه مسألة غير خاضعة للمفاوضات. سنطوّر المنطقة وسنكثف الاستيطان فيها.
على الجبهة الشمالية، سنصعّد المعركة المتواصلة ضد التمركز الإيراني وضد تعاظم حزب الله وسنحضّر الجيش الإسرائيلي لاحتمال نشوب معركة (جديدة).

سنكثف ونصعّد العمل المتواصل ضد إيران وحزب الله وسنعززها بعمل سياسي مقابل روسيا لتحقيق مطلب إسرائيل بإبعاد إيران ووكلائها عن الأرض السورية.
سيبحث حزب "أزرق أبيض" بجدية وسيبذل جهوداً متواصلة لإعادة الأسرى والمفقودين، من منطلق الالتزام لهم ولعائلاتهم وللمجتمع الإسرائيلي برمّته.

طبقاً لمفهوم الأمن القومي، على إسرائيل تعميق وتوثيق علاقاتها الخارجية في أي مكان في العالم. سنُصلح ونعزز وزارة الخارجية ونثبت، في نص قانوني، مكانتها بوصفها الهيئة القيادية والتنفيذية في مجال السياسة الخارجية والدبلوماسية العامة. إسرائيل هي قوة عظمى في مجال التجديد والابتكار، يرنو العالم كله إليها: سنستغل هذا الوضع لإحداث انطلاقة سياسية جديدة. سنزيد حجم الاستثمار في مساعدة الدول النامية، في إطار السعي إلى خلق قاعدة متينة لعلاقات طويلة المدى.

سنحافظ على التعاون الاستراتيجي وعلى منظومة العلاقات المميزة بيننا وبين الولايات المتحدة، سنعود إلى تلك الأيام التي كانت إسرائيل فيها موضوعاً خارج الخلافات في السياسة الأميركية، سنوطد العلاقات السياسية والاقتصادية مع الدول الأوروبية، الآسيوية، الأفريقية والأميركية الجنوبية.

سنضمد الجراج التي سببتها الحكومة الحالية في العلاقات مع اليهود في العالم، وخاصة في الولايات المتحدة. إسرائيل هي البيت القومي للشعب اليهودي كله. حكومة إسرائيلية مُبادِرة على الصعيدين الخارجي والداخلي تأخذ في الحسبان، في أي عمل تقوم به، تأثيراته وانعكاساته على اليهود في العالم ـ هي المفتاح لتوثيق هذه العلاقة الحيوية جداً.

مساواة الأقليات ودمجها في المجتمع الإسرائيلي

رغم التقدم المستمر الذي سُجِّل في دمج عرب إسرائيل والمجتمع الدرزي في المجتمع وسوق العمل في دولة إسرائيل، إلا أن الطريق إلى دمج هؤلاء ومساواتهم التامة في المجتمع والاقتصاد الإسرائيليين لا تزال طويلة ومليئة بالمعيقات. لدمج الرجال والنساء العرب وتحسين أوضاعهم الشخصية والمهنية أهمية حيوية للنمو، للقوة الاجتماعية ولتقليص الفقر والفجوات في إسرائيل.
ثمة بعض العوائق المركزية التي تعيق اندماج السكان العرب والبدو في سوق العمل: التعليم وغياب المهارات المهنية؛ معيقات دينية؛ اللغة والآراء المسبقة؛ التقاليد الاجتماعية التي تحول دون خروج النساء العربيات إلى سوق العمل بأعداد كبيرة ونقص المواصلات إلى أماكن العمل.
من أجل تحسين مستوى الحياة في الوسط العربي والبدوي واندماجه في المجتمع الإسرائيلي، ثمة حاجة إلى حلول في مجالات أخرى أيضاً: خفض مستويات العنف وكميات الأسلحة غير القانونية في هذا الوسط؛ معالجة نقص الخرائط الهيكلية المصادَق عليها ومعالجة ظاهرة البناء غير المرخص؛ رفع مستوى الحذر على الطرقات وتطوير البنى التحتية في مجال الشوارع، إضافة إلى التربية على نمط حياة سليم.
سيقود حزب "أزرق أبيض" خطة متعددة السنوات لتعميق دمج الأقليات في المجتمع والاقتصاد الإسرائيليين ولرفع نسبة مشاركة النساء في سوق العمل بمستويات مرتفعة من المداخيل، كما سيركز على الاستثمار في التعليم بما يتيح امتلاك مهارات مهنية عالية وعلى الاستثمار في البنى التحتية الفيزية.
سنكرّس قيمة المساواة ونشرّعها في قانون أساس ـ كما ورد في فصل "القضاء والتشريع" في هذا البرنامج.
(في البند المشار إليه هنا من فصل "القضاء والتشريع"، ورد ما يلي: سنكرّس، في قانون أساس، مبدأ المساواة في حقوق الفرد في إسرائيل ـ قانون القومية ثبّت كون دولة إسرائيل الدولة القومية للشعب اليهودي، التي يحقق فيها، بصورة مميزة، حقه في تقرير مصيره القومي. لكن مبدأ المساواة في حقوق الفرد سقط من هذا القانون. ولذا، سنشرّع مبدأ المساواة في قانون أساس، بروح "وثيقة الاستقلال").
سنقلص الفجوات في التعليم، عبر زيادة الميزانيات لمؤسسات التعليم في الوسط العربي والبدوي وفي التعليم غير الرسمي.
سنعزز تعليم العبرية والتعليم التكنولوجي بغية تحسين اندماج السكان العرب في المجتمع وسوق العمل.
سنستثمر في نمط حياة سليم، وسنشدد على الطب الوقائي وعلى التربية للتغذية السليمة، كما سنزيد الاستثمارات في إقامة ملاعب وقاعات رياضية.
سنخصص دورات رياضية إلزامية لأطفال في ساعات ما بعد الظهر، بما يتلاءم مع الاحتياجات الخاصة في كل بلدة.
سنسرّع إقرار الخرائط الهيكلية وسنحدد مساراً خاصاً لحل مشكلة البناء غير المرخص.
سنخصص ونسوّق المساحات المطلوبة من الأراضي طبقاً لمعدلات الزيادة السكانية بين العرب، وسنعمل على وضع مخططات تفصيلية لكل بلدة. في إطار هذا التخطيط، سنخصص مساحات لإنشاء وتطوير مناطق صناعية بالقرب من البلدات العربية والبدوية.
سنزيد من تمثيل الوسط العربي في مؤسسات التخطيط.
سنرصد ميزانيات لاستثمارات متعددة السنوات لتطوير البنى التحتية في مجالات الشوارع، المجاري، الاتصالات، مؤسسات التعليم والمباني العامة في السلطات المحلية العربية والبدوية.
سنقدم محفزات لأصحاب العمل لتشغيل نشاء عربيات وبدويات. 
سنقدم دعماً حكومياً للمواصلات من البلدات العربية والبدوية إلى مراكز الصناعة والتجارة.
سنعطي أولوية لإنشاء حضانات نهارية لتمكين النساء العربيات والبدويات من الخروج إلى العمل.
سنعزز مراكز التوجيه المهني المتخصصة، وسنوسع برامج المرافقة التجارية للمبادِرين في هذا الوسط. سنقدم محفزات للمبادَرات ولخلق آليات اللقاء بين مبادِرين ومستثمرين، من اليهود والعرب.
سنقيم دفيئات تكنولوجية متخصصة يتعاون فيها مبادرون يهود وعرب.

سنمأسِس نظاماً مشتركاً بين الشرطة والوسط العربي يضمن إجراء حوار دائم وترقية ضباط عرب في سلك الشرطة.
سنعطي أولوية لفتح مراكز للشرطة ولتواجد رجال الشرطة في البلدات العربية بغية تقليص أعمال الإجرام. سنضع ونطبق برامج تربوية لمنع العنف ولمحاربة حوادث السير.
سنطبق التعهدات التي لم تتحقق في قرار الحكومة رقم 922.

العمل والتشغيل
سندمج النساء العربيات في سوق العمل ـ سيعمل حزب "أزرق أبيض" من أجل دمج النساء العربيات في سوق العمل بواسطة تطبيق برامج للتأهيل المهني في الوسط العربي. سنعمق برامج دمج الأكاديميين من الوسط العربي والرامية إلى كشف، مرافقة وتأهيل الطلاب الجامعيين والأكاديميين ذوي التحصيل التكنولوجي من المجتمع العربي ودمجهم في الصناعات العلمية. سنشجع المبادَرات ونساعد المصالح التجارية الصغيرة والمتوسطة في الوسط العربي من خلال مراكز خاصة لدعم المصالح التجارية الصغيرة والمتوسطة. وسنوسع نشاط صندوق القروض للنساء من الوسط العربي، والذي يعمل في إطار "سلطة التطوير الاقتصادي للوسط العربي". من شأن تحسين أوضاع المواصلات والحضانات النهارية في البلدات العربية، أيضاً، مساعدة نساء عربيات كثيرات على الخروج إلى سوق العمل.

السكن
سنشجع مشاريع في الضواحي وفي الوسط العربي ـ سننفذ مشاريع بناء في الضواحي وفي الوسط العربي، بواسطة المساهمة الحكومية في تغطية تكاليف التطوير ومنح هبات إنشاء للمبادِرين. سنوفر إمكانية تأجيل دفع "ضريبة القيمة المضافة" المستحقة على المبادِرين لدى شراء الأراضي إلى موعد بيع المشروع، من أجل إقامة مشروع للتأجير للمدى الطويل.

الضواحي
سنطبق تعهدات "خطة الشمال" وقرار الحكومة رقم 922 لتعزيز الشمال ولرصد الاستثمارات المطلوبة في الوسط العربي. الحكومة السابقة عرضت خططاً طموحة، لكن فحصها بصورة معمقة يكشف غير قليل من "تجديد" خطط قائمة ووعود لم تتحقق. سنعيد فحص هذه الخطط في إطار السياسة المطروحة في هذا البرنامج وسنعمل على تطبيقها، طبقاً للتعهدات.

الأمن الداخلي
سنطبق خطة قـُطرية لاجتثاث العنف في المجتمع العربي، بما في ذلك جمع الأسلحة ومحاربة عائلات الإجرام، من خلال التعاون بين الشرطة والسلطات المحلية. سنعطي أفضلية لفتح مراكز للشرطة في البلدات العربية.

 

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات