المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

تشير آخر التقديرات لدى المؤسسة الأمنية الإسرائيلية إلى أن منفذي الاعتداء الإرهابي في قرية دوما في الضفة الغربية، الذي أسفر عن استشهاد الطفل الرضيع علي دوابشة، وإصابة والديه وشقيقه بجروح حرجة، ينتمون إلى مجموعة يهودية أيديولوجية متطرفة نفذت في الماضي عددا من الاعتداءات الإرهابية.

وقالت صحيفة "هآرتس"، أمس الاثنين، إن هذه المجموعة المتطرفة تضم عشرات النشطاء الذين يسكنون في بؤر استيطانية عشوائية في الضفة الغربية المحتلة، ويتجولون في أنحاء البلاد بما في ذلك داخل الخط الأخضر.

ووفقا للتقديرات الجديدة فإنه خلافا للماضي، لم تعد هذه المجموعة تسعى لتنفيذ اعتداءات ضد الفلسطينيين كرد فعل على خطوات حكومة وسلطات إسرائيل ضد المستوطنات، وهي الاعتداءات التي تعرف باسم "تدفيع الثمن"، وإنما لديها خطة "أكثر طموحا"، وتتمثل أساساً بتقويض الاستقرار في إسرائيل من أجل تنفيذ انقلاب في الحكم وإقامة نظام جديد يستند إلى الشريعة اليهودية.
وتعتزم هذه المجموعة، وفقا للصحيفة، ممارسة أعمال عنف بصورة منهجية ومتواصلة، من دون علاقة بما تفعله قوات الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية.

وقالت الصحيفة إن الشاباك والشرطة الإسرائيلية تعرفا على التغيير الأيديولوجي في صفوف الشبان المستوطنين الذين كان يطلق عليهم تسمية "شبيبة التلال" أو "تدفيع الثمن"، منذ نهاية العام الماضي. ووفقا لهذا التغيير، فإن هذه المجموعة المتطرفة توصلت إلى الاستنتاج بأن إضرام النار في المساجد استنفد، وينبغي التوجه إلى عمليات أوسع.

وضبطت الشرطة والشاباك مؤخرا وثائق تم فيها التعبير عن هذه الأفكار. وأحد النشطاء المتطرفين الذين عبر عن أفكار حول تصعيد الاعتداءات ضد العرب يدعى مئير إتينغر (23 عاما) ويسكن في بؤرة استيطانية عشوائية في شمال الضفة، وهو حفيد الحاخام الفاشي مئير كهانا.

وكتب إتينغر مقالا بروح هذه الأفكار ونشره في موقع "الصوت اليهودي" الالكتروني. وطلب الشاباك في بداية العام الحالي وضعه قيد الاعتقال الإداري، إلا أن المدعي العام الإسرائيلي، شاي نيتسان، رفض ذلك. وفي نهاية الأمر جرى إبعاد إتينغر إلى صفد.

ووفقا للصحيفة، فإنه خلافا لما كان معروفا في الماضي، لا تقيم هذه المجموعة المتطرفة من الشبان اليهود، وأعمارهم في بداية سنوات العشرين، أي اتصالات مع حاخامين ولا يعتبر أفرادها أنهم بحاجة إلى فتاوى من أجل تبرير أفعالهم. وهم يشددون على الحاجة إلى إظهار مناعة نفسية سواء بأفعالهم أو أثناء التحقيق معهم. كما أنهم يرفضون بشدة فرض وصاية خارجية عليهم.

وأكدت الصحيفة أن الغالبية الساحقة من هذه المجموعة معروفة للشاباك والشرطة، حيث جرى في السنوات الأخيرة جمع معلومات استخباراتية كثيرة عنها. لكن أجهزة الأمن الإسرائيلية تزعم أن الصعوبة الأساسية تكمن في ترجمة المعلومات الاستخباراتية إلى أدلة تدين أصحابها.
من ناحية أخرى استولى مستوطنون على جزء مهجور من معسكر تابع للجيش الإسرائيلي شمالي مدينة رام الله في الضفة الغربية، وأقاموا فيه بؤرة استيطانية عشوائية، بينما زودهم الجيش بالكهرباء والماء.

وكان الجيش قد أخلى جزءا من هذا المعسكر بحيث بقي قسم من المباني فيه مهجورا، وبرغم أن الجيش يعلن عن المكان أنه منطقة عسكرية إلا أن عددا من المستوطنين غزوا المكان في الأسابيع الأخيرة، وأقاموا فيه بؤرة استيطانية عشوائية أطلقوا عليها اسم "ملآخي شالوم"، حسبما أفادت صحيفة "هآرتس" أمس.

وبرغم أن الجيش يصف الوضع بأنه "غزو غير قانوني لمنطقة عسكرية"، إلا أنه اتضح أن الجيش زود المستوطنين في البؤرة الاستيطانية الجديدة بالماء والكهرباء.
ووفقا للصحيفة فإن الجيش حاول إخلاء المستوطنين من المكان قبل شهر، إلا أنهم عادوا إليه وربطوا المكان بشبكتي الماء والكهرباء بتمويل الجيش الإسرائيلي.

وبعد تقديم شكوى حول تزويد المستوطنين بالماء والكهرباء، قرر الجيش قطع إمداد البؤرة الاستيطانية، وبالأمس أخلتها قوات الجيش للمرة الثانية. وتواجد في البؤرة لدى إخلائها عشرة مستوطنين.

وقال الباحث في السياسة الاستيطانية في الأراضي المحتلة، درور إتكيس، إن "هذا الكشف لا ينبغي أن يفاجئ أحدا، فهو تعبير آخر عن التعاون بين الجنوح القومي المتطرف للمستوطنين وسلطات الدولة. وهذا تكافل يبدأ حول طاولة الحكومة وجذوره مغروزة عميقا في آلاف النقاط في أنحاء الضفة الغربية، حيث تقدم الدولة المساعدة بشكل فعلي للجانحين الذين يواصلون تنفيذ ما يتقنون تنفيذه بأفضل صورة، وهو إشعال المنطقة".

من جانبه، اعترف الجيش بتفاصيل التقرير وبأنه زود المستوطنين بالماء والكهرباء، وقال إنه في أعقاب شكوى حول الموضوع أخلى المستوطنين من المكان.

المصطلحات المستخدمة:

هآرتس, الخط الأخضر, انقلاب, شاي

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات