المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

واصلت بلدية حيفا، أمس الاثنين، تنفيذ خطتها الرامية إلى إغلاق المصانع الملوثة للجو في خليج حيفا، وسدت بشكل جزئي الطرق المؤدية إلى مصانع البتروكيماويات، وبينها مصنعا "بزان" و"حيفا كيميكاليم".
ووضعت البلدية شاحنات جمع النفايات في الطرق المؤدية إلى هذه المصانع خلال ليلة الأحد – الاثنين، في خطوة رمزية للاحتجاج على تلويث البيئة.
وأخلت شركة "بزان" شاحنات البلدية من الطرق المؤدية إلى مصنعها بواسطة رافعات، صباح أمس، وذلك بالتنسيق مع الشرطة. وبرغم ذلك أعلنت البلدية أنها تعتزم الاستمرار في وضع عراقيل في الطرق المؤدية إلى مصانع البتروكيماويات بأساليب وطرق أخرى، بحسب بيان رسمي صادر عن البلدية.


وأعلن رئيس بلدية حيفا، يونا ياهف، صباح أول من أمس الأحد، عن إغلاق مصانع البتروكيماويات في منطقة خليج حيفا، وذلك في أعقاب الضجة التي أثارتها تقارير نُشرت مؤخرا حول تلوث الجو وتقرير وزارة الصحة الإسرائيلية حول ارتفاع عدد المصابين بالسرطان بسبب هذا التلوث. وقال ياهف إنه أصدر أمرا بإغلاق فوري لكافة المصانع الملوثة للجو وشدد على أنه "لا يمكن دفع المزيد من البنى التحتية الملوثة للبيئة إلى متروبولين حيفا".
وحمّل ياهف، خلال مؤتمر صحافي عقده في مستشفى "رامبام"، الحكومة مسؤولية الوضع البيئي في خليج حيفا، وقال إنه "بعد نشر معطيات وزارة الصحة، لن تسمح بلدية حيفا بمس إضافي بسكانها وسكان المدن المجاورة. إن دولة إسرائيل تحتجز مليوني رهينة، ونفذت كل ما تشاء طوال خمسين عاما من دون أن تكون لبلدية حيفا علاقة بهذا الأمر".


وأعلن ياهف عن تشكيل طاقم طوارئ في مكتبه لمتابعة الموضوع، وأوضح أنه "تم إلغاء أجندة البلدية وسننشغل بهذا الموضوع فقط من خلال استخدام كل الوسائل. ونطالب حكومة إسرائيل بأن تعرف فورا ما هي المعطيات الحقيقية، وبأن أولادنا لن يكونوا رهائن في كل ما يتعلق بصحتهم".
في المقابل، أعلنت الشرطة أنها لن تسمح بإغلاق شوارع أو عرقلة حركة السير في منطقة حيفا، وأنها ستسمح بتنفيذ احتجاجات بشرط تقديم طلب منظم. واستدعت الشرطة شاحنات لإخلاء شاحنات البلدية التي تعرقل السير.
وانتقدت منظمات تعنى بشؤون البيئة ياهف وقالت إنه كان ينبغي أن يتحرك منذ سنوات، وتساءلت "أين كان ياهف حتى الآن؟"، وأكدت أن "لا ياهف ولا وزارة حماية البيئة ولا وزارة الصحة فعلوا شيئا من أجل وقف مخططات مثل توسيع ميناء الوقود". كما وصفت المنظمات إغلاق المصانع بشاحنات البلدية بأنه "استفزاز"، وطالبت بدلا من ذلك بوضع خطط عملية لمعالجة تلوث البيئة في كل منطقة خليج حيفا. وتظاهر عشرات من نشطاء البيئة في خليج حيفا احتجاجا على تلوث الجو.
وكانت وزارة الصحة الإسرائيلية قد نشرت تقريرا يوم الثلاثاء الماضي قالت فيه إن أكثر من نصف حالات إصابة الأولاد بالسرطان بين الأعوام 1998 و2007 سببها تلوث الجو في منطقة خليج حيفا.

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات