المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

قال وزير الدفاع الإسرائيلي، موشيه يعلون، أمس الاثنين، إنه لم يتم اكتشاف أي نفق يمتد من قطاع غزة باتجاه البلدات الإسرائيلية القريبة من الحدود مع القطاع، واعتبر أن إسرائيل ستنتصر على الهبة الشعبية الفلسطينية.

وقال يعلون للإذاعة العامة الإسرائيلية: "أنا مقتنع بأننا سننتصر على موجة الإرهاب الحالية. وهذا لا يعني أن الصراع سينتهي، لكننا سننتصر على هذه الموجة".

وأضاف أن أجهزة الأمن الفلسطينية تنصلت من عملية إطلاق النار التي نفذها الشرطي الفلسطيني أمجد سكري عند حاجز مستوطنة "بيت إيل"، أول من أمس، قبل استشهاده.

وتطرق يعلون إلى أقوال سكان في جنوب إسرائيل بأنهم يسمعون أصوات عمليات حافر في باطن الأرض، وسط مخاوف من أن حركة حماس تحفر أنفاقا هجومية، وقال إنه يجري التدقيق في كل بلاغ كهذا، لكن "حتى الآن لم يتم الكشف عن أي نفق تم حفره تحت بيت".

ورد يعلون على دعوات رئيس حزب "العمل" وكتلة "المعسكر الصهيوني" والمعارضة الإسرائيلية، إسحاق هيرتسوغ، بقصف أنفاق غزة الآن، وقال إنه "بالإمكان أيضا قصف مئة ألف صاروخ بحوزة حزب الله أو مئات الصواريخ (البالستية) التي لدى إيران، لكن ينبغي ترجيح الرأي والتحلي بالمسؤولية"، محذرا بذلك من المبادرة إلى شن حرب جديدة.

وكتب هيرتسوغ في صفحته على موقع "فيسبوك"، أول من أمس، أنه "يجب قصف أنفاق حماس، وهذا تهديد يجب القضاء عليه. لماذا لا تصدر الحكومة هذا الأمر للجيش الإسرائيلي؟ لماذا يتردد وزير الدفاع ورئيس الحكومة؟ المصريون يفجرون أنفاق حماس عند حدود رفح في الوقت الذي يحذر فيه سكان غلاف غزة مرة بعد أخرى من سماعهم أصوات حفريات تحت بيوتهم. ماذا ننتظر؟ أن يخرج المخربون حاملين أسلحتهم إلى داخل كيبوتس أو بلدة؟".

من جانبه، قال رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في كلمة ألقاها في مؤتمر لسفراء إسرائيل عقد في مقر وزارة الخارجية في القدس، مساء أول من أمس الأحد، "إننا نعمل بشكل ممنهج وبرباطة جأش ضد جميع التهديدات بما فيها التهديد الذي تمثله حماس ونستخدم الوسائل الدفاعية والهجومية على حد سواء".

وأضاف مهددا أنه "إذا تم الاعتداء علينا عبر الأنفاق التي تمتد من قطاع غزة سنرد بقوة كبيرة جدا ضد حماس أكبر بكثير مما تم استخدامها في عملية الجرف الصامد"، في إشارة إلى العدوان على غزة في صيف العام 2014. وتابع "أعتقد أنهم يفهمون ذلك في المنطقة ويفهمون ذلك أيضا في أنحاء العالم. آمل أننا لن نحتاج إلى ذلك ولكن قدراتنا الدفاعية والهجومية تتطور بسرعة ولا أنصح أحدا باختبارها".

ويأتي تهديد نتنياهو على خلفية تزايد القلق بين سكان البلدات الإسرائيلية القريبة من الشريط الحدودي مع القطاع، والتي تعرف باسم "غلاف غزة"، من حفر أنفاق كهذه، وتردد أقوال سكان هناك عن أنهم يسمعون أصوات الحفر وحتى أن بعضهم يقول إنه سمع أصوات أشخاص يتحدثون بالعربية تحت البيوت.

وزار أعضاء لجنة مراقبة الدولة التابعة للكنيست منطقة "غلاف غزة" أول من أمس، واستمعوا إلى السكان هناك الذين عبروا عن تخوفهم من احتمال تدهور الوضع الأمني. وقالت إحدى المواطنات هناك إن "الشعور بالأمن الذي يوفره الجيش ممتاز، لكنني لست هادئة حيال موضوع الأنفاق... والعلم بأن أولادك يمكن أن يلعبوا كرة قدم في يوم صاف، ويخرج مخربون (من باطن الأرض) فجأة، يرافقنا جميعا". وأضافت "نحن نعرف أنه توجد أنفاق. ورغم كل ما يقولونه لنا إلا أن شعورنا هو أن الأنفاق موجودة".

وقال مواطن آخر "لا شك لدي في أنه توجد أنفاق، لكني لا أعرف إلى أين تصل. وأنا مقتنع بنسبة مئة بالمئة أن الجيش والحكومة الإسرائيليين يعرفان بشأن الأنفاق، ولا أعرف ما الذي ينتظرانه، ومن سيدفع الثمن الباهظ جدا هم السكان في غلاف غزة".

وتشاهد في أنحاء "غلاف غزة" آليات حفر ضخمة تعمل في محاولة للكشف عن هذه الأنفاق، ولكن من دون أن تتمكن من كشف أي من هذه الأنفاق حتى الآن.

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات