المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

هرتسوغ: تحالف "المعسكر الصهيوني" ذاهب بإرادته إلى المعارضة في الكنيست الجديد

استجاب الرئيس الإسرائيلي، رؤوفين ريفلين، لطلب رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، الحصول على مهلة إضافية لمدة 14 يوما، من أجل مواصلة مسعاه لتشكيل حكومة جديدة.
وقال نتنياهو خلال لقائه مع ريفلين في ديوان الرئيس الإسرائيلي في القدس الغربية، أمس الاثنين، إنه "تقدمنا ونحن في الطريق لتشكيل حكومة، لكن الأمر يتطلب المزيد من الوقت كي تكون حكومة مستقرة".
ويشار إلى أن الموعد النهائي الذي يتعين على نتنياهو أن ينهي بحلوله تشكيل الحكومة هو السابع من أيار المقبل.


وكانت نتائج انتخابات الكنيست قد أظهرت حصول كتلة أحزاب اليمين والحريديم على 67 مقعدا في الكنيست من أصل 120 مقعدا، وبدا حينذاك أن مهمة تشكيل حكومة يمين ضيقة ستكون سهلة. لكن المفاوضات الائتلافية بين حزب الليكود وأحزاب اليمين، وهي "كولانو" و"البيت اليهودي" و"يسرائيل بيتينو"، والحزبين الحريديين، شاس و"يهدوت هتوراة"، تخللتها عقبات ومناكفات ونقاشات صاخبة، تركزت بالأساس حول الحقائب الوزارية التي يطالب بها كل حزب.
ورغم أن نتنياهو تعهد في نهاية الحملة الانتخابية بتعيين رئيس حزب "كولانو"، موشيه كحلون، وزيرا للمالية، إلا أن الأخير يطالب بأن تكون أقسام هامة في وزارات أخرى ضمن مسؤوليته أو مسؤولية حزبه. وبين هذه الأقسام دائرة التخطيط والبناء، التابعة أساسا لوزارة الداخلية، التي يتوقع أن يتولاها رئيس حزب شاس، أرييه درعي. ويرفض درعي التنازل عن هذه الدائرة لأهميتها في عمل وزارة الداخلية.


من جهة أخرى طالب رئيس حزب "يسرائيل بيتينو"، أفيغدور ليبرمان، بحقيبة الخارجية، التي تولاها خلال ولايتي حكومتي نتنياهو الأخيرتين. لكن حزب الليكود يعارض هذا الطلب في أعقاب الانخفاض الكبير في المقاعد التي حصل عليها حزب ليبرمان وهي 6 مقاعد. كذلك طالب رئيس حزب "البيت اليهودي"، نفتالي بينيت، بحقيبة الخارجية، لكنه أعلن في نهاية الأسبوع الماضي أنه مستعد للتنازل عن هذه الحقيبة شريطة عدم منحها لليبرمان.
وفي أعقاب تردد أنباء عن موافقة الليكود على منح حزب شاس وزارة الأديان، أعلن بينيت، مساء السبت الماضي، أن خطوة كهذه ستقود إلى انسحاب "البيت اليهودي" من المفاوضات الائتلافية.
وكان ريفلين قد كلف نتنياهو في 23 آذار الفائت بتشكيل الحكومة ومنحه مهلة مدتها 28 يوماً، بموجب القانون. وفي حال عدم تمكن نتنياهو من تشكيل الحكومة بحلول نهاية المهلة الجديدة، فإن الرئيس الإسرائيلي سيكلف عضو كنيست آخر بتشكيلها. لكن جميع التقديرات تستبعد احتمال عدم تشكيل حكومة برئاسة نتنياهو.


من جهة أخرى، كُشف النقاب أمس، عن أن الرئيس الإسرائيلي السابق، شمعون بيريس، تعاقد مؤخرا مع بنك "هبوعليم"، وينص العقد على أن يتقاضى 30 ألف دولار شهريا، مقابل دفع مصالح للبنك. ووفقا لموقع صحيفة "ذي ماركر" الالكتروني، فإن التعاقد مع بيريس هدفه مساعدة البنك في صد سن قانون، يتوقع أن يبادر إليه كحلون، بعد تعيينه وزيرا للمالية، ومن شأن هذا القانون أن يزيد المنافسة في الجهاز المصرفي الإسرائيلي.
وأضافت الصحيفة أن القانون سيلحق ضررا بأرباح بنك "هبوعليم". كما أن بيريس سيقوم بعمل لصالح البنك في الولايات المتحدة. وقال مستشار لبيريس إن "اتفاق التعاقد بينه وبين البنك يستند إلى دفع أعمال البنك خارج البلاد فقط لا غير، وأن بيريس لا يعتزم العمل في أي موضوع يتعلق بأعمال البنك في البلاد، مثل سن قوانين أو ممارسة ضغوط على أعضاء كنيست".


ووفقا لمصادر مقربة من بيريس فإن كافة المداخيل والأرباح من نشاط بيريس، سيتم رصدها إلى مشاريع اجتماعية وخيرية، وشددت على أن بيريس لا يعمل، في هذا السياق، في البلاد وإنما في الخارج فقط، وفيما كل نشاطه غايته دفع الحوار بين الشعوب ومن أجل السلام.
والجدير بالذكر أن لبيريس علاقات قديمة مع بنك "هبوعليم"، وكان قد اقترح على رئيس بنك "هبوعليم" الأسبق، يعقوب ليفينسون، مرتين، في السبعينيات والثمانينيات، تولي وزارة المالية، خاصة وأن ليفينسون كان عضوا في حزب العمل. لكن هذين الاقتراحين لم يخرجا إلى حيز التنفيذ. وقد أقدم ليفينسون على الانتحار في العام 1984، بعد سلسلة تقارير نُشرت في مجلة "هعولام هزيه"، التي كان يحررها الصحافي أوري أفنيري. وتناولت التقارير تحقيق الشرطة في قضية أسهم بنك "هبوعليم" وفي أعقاب هذا التحقيق جرى تأميم أسهم جميع البنوك.
على صعيد آخر أكد رئيس تحالف "المعسكر الصهيوني" رئيس حزب العمل عضو الكنيست إسحاق هرتسوغ أن قائمة التحالف قررت الذهاب بإرادة منها إلى المعارضة في الكنيست الجديد. وأضاف هرتسوغ خلال ندوة عقدت في تل أبيب أن تحالف "المعسكر الصهيوني" سيسعى من مقاعد المعارضة إلى استبدال رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في المستقبل لكون سياسته ستفضي حتماً إلى اصطدام الدولة بالحائط.


وتطرق هرتسوغ إلى نتائج الانتخابات العامة فرفض الادعاءات القائلة بأن اليسار الإسرائيلي يتميز بتلبد المشاعر والانفصال عن الجمهور، وأشار إلى أن حزبه (العمل) عزز قوته بصورة ملموسة في عدد من المدن الفقيرة وبلدات الأطراف.
كما تطرّق إلى الملف النووي الإيراني فأكد وجوب عدم الاستخفاف بالتهديد الذي يشكله هذا الملف، لكنه في الوقت نفسه شدّد على وجوب عدم بث الذعر في صفوف الشعب من خلال القول إن برنامج طهران النووي سيؤدي إلى تدمير دولة إسرائيل.

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات