مركز "إعلام": هل يتحقق الإعلام العبري بجدية من "البنية التحتية" للعنصرية ضد العرب

"المشهد الإسرائيلي": عمّم مركز "إعلام" للمجتمع العربي الفلسطيني في إسرائيل وثيقة حول أداء الإعلام العبري في تغطيته لوقائع مذبحة شفاعمرو طرح فيها أسئلة حول هذا الأداء منها السؤال أعلاه وأيضًا السؤال: هل يقوم الإعلام العبري بالكشف عن جميع تجليات العنصرية بصورة نقدية تعزز قيم الديمقراطية والعدل؟ هنا نص الوثيقة:

يوم الخميس 4 آب 2005، تم قتل 4 مواطنين عرب من شفاعمرو بالإضافة إلى إصابة عشرة مواطنين آخرين بجراح متفاوتة، على يدي جندي إسرائيلي.

قبل ذلك بتاريخ 13 حزيران 2005، اعتدى حوالي 50 شابا يهوديا على شابين عربيين في العفولة، مطلقين شعارات عنصرية تؤكد الخلفية القومية للاعتداء. وقد تجاهلت وسائل الإعلام العبرية الأمر، عدا وسيلتين مرتا مرور الكرام على الحادث ("يديعوت أحرونوت" بعد يوم و"هآرتس" بعد يومين)، بل إن إحدى الوسيلتين تعاملت مع الحدث كحدث جنائي (يديعوت). عندها حذر مركز "إعلام" وسائل الإعلام جميعها من مغبة تغطيتها للحدث، ومن سياسة تلك الوسائل في الاعتراف بقومية الحدث فقط عندما تكون الضحية يهودية والمعتدي عربيًا.

حادث القتل في شفاعمرو يختلف عن الحادث المذكور فقط في مأساة نتيجته، ولكن ليس في المنطق الذي شكل "المعايير المهنية" التي وجهت التغطية الإعلامية.

المرحلة الأولى

ردة الفعل الأولى للإعلام هي أكثر ما يكشف عن الميل "الفطري" للصحفيين والعاملين في الإعلام العبري، ردة الفعل هذه في حالة وجودها أو غيابها، هي الأكثر كشفا لحقيقة المنطق الذي يوجه الإعلام. ردة الفعل الأولى هذه أظهرت ما يلي:

التأخير والتعتيم على الخبر: خلال الساعة ونصف الساعة الأولى لم تقم أية قناة بالتعامل مع الخبر بجدية، واستهلت القناة الثانية برنامجها الإخباري (السادسة مع أوشرات) ببضع ثوان كانت علامات الأسئلة فيها أكثر من الإجابات. لم تقم أية قناة بوقف البث، ونحن نتحدث هنا عن نفس الإعلام الذي قام في بعض الحالات بوقف البث العادي لنقل معلومات حول أحداث قتل جنائية. التعامل الاعتيادي مع البث يوحي بأن الحديث يدور حول حدث عادي، لا يستحق لفت الانتباه بصورة خاصة.

نستطيع التعامل مع هذا التأخير على أنه ضروري للتحقق من المعلومات، لكن السبب هنا هو مختلف، أولا: لأن هذا التأخير غير وارد عندما يدور الحديث عن قتلى يهود، ثانيا: لأن الإعلام العبري قام بتزييف بعض الحقائق الأساسية وباختراع قصص من الخيال حتى بعد تلك المدة من "التروي".

تزييف الحقائق: لم تسمح إذاعة "صوت إسرائيل"- التي تحرص على تصوير نفسها كوسيلة إعلامية سباقة- لنفسها بالتأخر في الكشف عن الحادث، لكنها سمحت لنفسها بتضليل الجمهور وتزويدهم بمعلومات مشوهة مفادها "أن جنديًا درزيًا قام بإطلاق النار على بعض الأشخاص الذين تواجدوا في حافلة باص في شفاعمرو". أيضا القناة 2، وفي نشرة الساعة الثامنة أي بعد مرور ساعتين ونصف الساعة من الزمن، حرصت على بناء قصة أخرى وهي "نزاع بين جندي وبين مجموعة كانت تستقل الحافلة" كانت نتيجته "إطلاق نار". نحن في "إعلام" نقول إن هذا يسمى تزييفا موجها، لأن جميع قصص التزييف متشابهة، ويوجهها منطق واحد، منطق التخفيف من الحدث وتمويه هوية القاتل ومسؤوليته في القتل. لم تكتف القناة الثانية وتحديدا مراسلها يوسي مزراحي بالتشكيك في هوية القاتل، لكنها قالت إن "القاتل تعمد قتل مسلمين، لكنه قتل عن طريق الخطأ مسيحيين". تتميز هذه القصة بالإضافة للكذب المباشر، بالخيال الاستشراقي للمراسل مزراحي، الذي أوحى أنه يعرف شخصيا ماذا دار في خلد القاتل، أو أنه يفضل فعلا أن يكون القاتل قد قصد قتل المسلمين وليس المسيحيين.

تحجيم: عندما لا يستطيع الإعلام تجاهل الحقائق أو تزييفها، فإنه يسعى إلى تحجيمها والتقليل من أهميتها. وهذا ما فعلته القناة التلفزيونية 10 في برنامج لوندون إت كيرشينباوم، حيث اتبع كل من يارون لوندون وتسفي يحزقيلي إستراتيجية الحفاظ على جو فرح ومنشرح في الاستوديو، وقد تمكنا من ذلك إما عن طريق ضحكات لوندون الذي اهتم بالنقاش حول مكابي حيفا أكثر بكثير من اهتمامه بالاستفسار عن وتحليل مقتل 4 من العرب على يدي يهودي. استمع لوندون لموجز الأنباء بهدوء، ولم يبد عليه أنه يستمع لحدث مأساوي بشكل خاص، وعندما ذكر الموجز "حدث غير اعتيادي وإطلاق نار وقتلى" لم يظهر حتى أي فضول صحفي. أكثر من ذلك بادر إلى إظهار اهتمامه وقلقه من موضوعة مكابي حيفا، وبعد أكثر من نصف ساعة توجه إلى "مراسلنا" في القدس الذي أورد معلومات وصورًا عن المأساة، وهنا أيضا شاركه تسفي يحزقيلي مراسل الشؤون العربية في القناة العاشرة شعوره الموحي بأن كل شيء على ما يرام، وتم الحديث عن القتل وسط أجواء مريحة وكأن الحديث يدور حول عملية قتل خيالية أو حول عملية قتل لأناس خياليين.

يذكر هنا أنه كانت محاولة من بعض الأشخاص للاتصال باستوديو البرنامج، إلا أن معدة البرنامج التي استقبلت مكالماتهم بهدوء أعصاب لم تتح لهم ذلك.

تمويه مأساوية عملية القتل:

أ. حتى عندما دخل القتل الشاشة دخل مستعيرا اسما آخر أقل حدة، فهو "إطلاق نار"، أو "حدث يبدأ بإطلاق نار"، كما أصرت مقدمة الأخبار في القناة الثانية يونيت ليفي، ومراسل القناة الثانية نستلباوم. في الحالات الأخرى حيث الضحايا يهود يطلق على الحدث وصف " المأساة".

ب. من جهة أخرى يصر مراسل القناة العاشرة آساف زوهر، بعد 28 ساعة من القتل، في نشرة أخبار الساعة التاسعة من يوم الجمعة، ألا يعرف القاتل بالمخرب، بل هو يقتبس قائلا: "هم (العرب)، يرون في القاتل إرهابيا، تماما كما لو أننا بصدد عملية إرهابية نفذها فلسطينيون"!، المراسل يبدو وكأنه يريد التشكيك في هذا الوصف، والتشكيك في صحة مطابقة العملية لعملية تنقلب فيها هوية الجاني والضحية.

ج. الإعلام أنهى الحدث العيني بانتهاء عملية القتل: تجاهلت القناتان الثانية والأولى تماما قضية الجرحى المتواجدين في المستشفى والذين ينتظرون مصيرهم، ولم يتم ذكر حتى أسماء المصابين أو حالتهم. وقد عودنا نفس الإعلام في حالة وجود ضحايا من اليهود إعلان حالة الطوارئ، ذكر أرقام المستشفيات، تتبع حالات الجرحى والاهتمام بحالة العائلات، وبوجود طواقم من الأطباء النفسانيين ومن المساعدين الاجتماعيين للعائلات المصابة بتلك المأساة.

مقابل ذلك يقوم الإعلام الإسرائيلي في كل نشرة بتزويدنا بالمعلومات حول وضع أفراد الشرطة الذين تم نقلهم للمستشفى.

المرحلة الثانية

بعد أن لم يستطع الإعلام مواصلة التحجج بعدم وجود معلومات كافية، وبعد أن تحولت إمكانية تزييف الحقائق إلى إمكانية شبه مستحيلة، بدأ الإعلام في مهمته "الإعلامية": تشكيل الرأي العام، و"توجيهه" في بناء موقف مما حدث، كما تظهر الوقائع الآتية:

تمويه الهوية القومية للضحية: الإعلام الإسرائيلي لا يعترف بالعربي كضحية، هو يعترف بهم إما كمسلمين أو كمسيحيين، أما مراسل القناة الثانية موشيه نستلباوم فقد اختار الوصف التالي: "الحديث يدور عن بعض الأشخاص غير العرب". الإعلام الإسرائيلي يعترف بهوية العرب عندما يستطيع وضعهم تحت خانة المتهم، حتى عندما يقوم أي عربي بعمل بعيد عن أي إجماع معترف به يتم اتهام جميع العرب، أما عندما يتم استهداف العربي بصفته عربيا فعندها تختفي هوية ذلك العربي.

بناء موقف سلبي من العرب حتى عند كونهم ضحية: يبدو أن هذه كانت المهمة التي أخذها على عاتقه مراسل القناة الثانية يوسي مزراحي، الذي اختار أن يتركز في "الجمهور الغاضب" ونداءاته "المتطرفة"، مزراحي اعتبر نشيد "بلادي، بلادي" شعارا متطرفا مع أن هذا النشيد لا يحمل أي موقف عنصري تجاه أية قومية أو شعب في العالم، ويعتبر النشيد تعبيرا وطنيا عن اعتزاز الفرد بوطنه وبانتمائه لشعب، بخلاف النداء " الموت للعرب" والذي يسمع ليس فقط بعد أي اعتداء على يهودي بل أثناء التنافس الرياضي مع العرب في ملاعب كرة القدم، والذي لم يشعر أي صحفي يهودي بمسؤوليته في التحذير من تلك النداءات وتعريفها كنداءات متطرفة.

الصحفية المعروفة أيالاه حسون من القناة الأولى حولت القضية من قضية قتل إلى قضية مصير الجندي القاتل، ما يسمى " اللينش". "ذبحوه"، "أفرغوا فيه غضبهم"، "انتقموا منه"، كانت كلمات السر التي عبرت عن موقف واهتمام أيالاه حسون بمصير الجندي، في الوقت الذي لم يحز فيه الجرحى على جزء صغير من هذا الاهتمام.

منيب فارس كان الصحفي الأول الذي غطى خبر مقتل الجندي ومنذ تلك اللحظة اختفى اهتمام حسون بالحدث المركزي وتحول اهتمامها لتعقب مصير وحالة الجندي القاتل، وانتقلت حسون من شرطي إلى آخر آملة البحث عن جواب أكيد، هذا بعد أن لم تكتف بتأكيدات منيب فارس.

المميز في حالة القتل هذه والذي كان على وسائل الإعلام العبرية أن تنتبه له هو حفاظ الجمهور "الغاضب" على أعصابه وعلى عقلانيته وعدم الانفلات في شعارات تعميمية مثل "القتل لليهود". لكن يبدو أن الإعلام العبري يبحث عن تلك الشعارات عندما يطلقها العرب، وعندما لا ينجح فإنه يتطرق لبعض الشعارات كشعارات متطرفة، ويبحث في نفس الوقت عن العربي الذي يتحدث عن "السلام"، كما سيرد لاحقًا.

إلقاء المسؤولية على القيادة العربية: الإعلام العبري لا يعفي القيادة العربية- أعضاء الكنيست العرب- إطلاقا من المسؤولية، وبوضوح كامل يفصّل لهم الإعلام دورا في "تهدئة الأوضاع"، ليصبح من السهل استهدافهم في حالة غليان الوضع. بالتالي وجهت أيالاه حسون السؤال لجميع من قابلتهم من أعضاء كنيست عرب، ولم تذكر ولو بكلمة واحدة عشرات التحذيرات من قبل أولئك حول الخطر المحدق بالمجتمع العربي، ليس فقط الموجه من قبل اليمين المتطرف إنما أيضا الناتج عن العنصرية التي تحولت لأيديولوجية الدولة والمجتمع في إسرائيل. أهارون برنياع أيضا (القناة الثانية) ذكر أعضاء الكنيست العرب بـ"أن عليهم تهدئة الأوضاع". أي أن الإعلام الإسرائيلي يرى أن من واجبه مطالبة القيادة العربية بتهدئة الأوضاع التي تشعلها السياسات الإسرائيلية، بدل أن يوفر جهده لما هو أكثر نجاعة وأكثر عدلا، وهو التوجه للسياسيين الإسرائيليين بتغيير اتجاه سياستهم.

الانشغال بـ"التفاصيل الإنسانية" للقاتل: ضمن تجاهل شبه كامل للقصة الإنسانية التي لم تنته بانتهاء حياة الضحايا الأربع، انشغل الإعلام الإسرائيلي بتفاصيل القاتل: من هو؟ وكيف تحول لقاتل؟ ودخل الإعلام بيته، ورافق والديه، والتقى بعض أصدقائه. حتى أن خبر دفنه اعتبره الإعلام أكثر أهمية من خبر دفن الضحايا، واعتلى لزمن ما المرتبة الأولى في التغطية. وطرح سؤال يطرح لأول مرة في الإعلام الإسرائيلي: "كيف تحول زادة لقاتل"؟. سؤال إنساني وجدير بالاهتمام، لكن لماذا لم يسأل هذا السؤال سابقا؟ لماذا لم يهتم الإعلام بطرح هذا السؤال حول العشرات الذين نفذوا عمليات انتحار بعد أن فقدوا أغلى ما يملكون في الحياة؟ أبناءهم أو آباءهم أو أخوتهم أو أخواتهم، لماذا لا يطرح الإعلام الإسرائيلي هذا السؤال عندما تنقسم احتمالات الحياة مناصفة مع احتمالات الموت؟ أم أن الموت هو التوجه الطبيعي للعربي؟

التفتيش عن "المصالحة" و"التعايش" عندما يكون القاتل يهوديًا، والتحقيق في نجاعة السياسة في حماية المواطنين عندما يكون القاتل عربيًا: وسائل الإعلام العبرية تبحث دائما عن العربي الذي يجود بفلسفة التعايش والسلام، وعن جمل مثل "لن نسمح لحادث كهذا بأن يمس بالسلام/ التعايش/ بنسيج العلاقات بين العرب واليهود" على التوالي. في وسائل إعلام عديدة، لعب هذا الدور رئيس بلدية شفاعمرو، عضو الليكود عرسان ياسين (يديعوت أحرونوت، ريشيت بيت، جالي تساهل، القناة العاشرة، القناة الثانية، القناة الأولى، معاريف، هآرتس). القناة العاشرة أيضا نجحت في إصدار مثل هذا الإعلان، ومن ثم أعلن آساف زوهر مراسل القناة العاشرة "من هنا تخرج رسالة مصالحة منضبطة". وسائل الإعلام تلك لا تنبس ببنت شفة أو بشيء قريب من "المصالحة" و"السلام" عندما يكون القاتل عربيًا، لأن تلك المواضيع تصبح غير ذي أهمية، حتى أن وسائل الإعلام تلك تبدي تسامحا متفهما لمشاعر الانتقام لدى اليهود، وتمر نداءات "الموت للعرب" دون أية ملاحظة وبسلاسة منقطعة النظير.

هذه التغطية تتجسد بطريقة مكثفة في تغطية وسائل الإعلام الأجنبية التي تعتمد على وسائل الإعلام العبرية لـ"فهم" الخبر.

موقع الـ"بي. بي. سي" نقل الخبر كالتالي: "جمهور غاضب ينتقم من جندي يقوم بقتل ثلاثة أشخاص"! لا يفهم من العنوان هل الجندي قتل ثلاثة أشخاص نتيجة لتعرضه الانتقام، أم أن الجمهور انتقم منه بعد أن قام بقتل 3 أشخاص؟ كما لا يفهم من العنوان هوية القتلى.

المرحلة الثالثة

في هذه المرحلة يقوم الإعلام العبري بالبحث عن أبعاد الحدث ومحاولة السيطرة عليه:

اكتشاف المصلحة الإسرائيلية في القصة: يبدأ الإعلام الإسرائيلي في فهم أبعاد ما حدث ليس فيما يتعلق بالأمن العربي، بل فيما يتعلق بالأمن اليهودي، ويبدأ في توجيه الاتهامات والنقد للشرطة/ الجيش/ الشاباك الذي لن يبخل به نتيجة أن الضحية المحتملة هي أيضا اليهودي وليس فقط العربي.

محاولة تحييد أي انتقام عربي: تحميل القيادة العربية مسؤولية تهدئة الأوضاع، هي الإستراتيجية التي بدأ بها الإعلام العبري بغية تحييد رد الفعل العربي والسيطرة عليه. موشيه نيستلباوم، مراسل القناة الثانية، تكلم عن "تأثير أحداث أكتوبر".

الإعلام العبري متهم

الضحايا الأربع قتلوا لأنهم عرب، الإعلام الإسرائيلي هو الذي مرّ بتسامح وتساهل فطريين عن جميع الأحداث والسياسات العنصرية تجاه العرب، الإعلام العبري هو من كان يبادر إلى توجيه الاتهامات ضد القياديين العرب الذين "لا يبدون مسؤولية" والذين "لا يعملون لمصلحة مجتمعهم". الإعلام العبري هو من اختار مقياسا خاصا يحدّد به محور الاعتدال والتطرف للمجتمع العربي. الإعلام العبري هو من "يحتفل" بعد كل ادعاء ومقولة توصف "بالمتطرفة" من قبله، الإعلام العبري هو من كان يخفي العرب عن المشهد العام كفاعلين شرعيين في صنع مصيرهم ومصير الدولة التي يعيشون فيها.

الضحايا الأربع دفعوا حياتهم ثمنا للثقافة السياسية التي نمتها السياسة الرسمية للدولة طيلة أكثر من 50 عاما. المجتمع العربي هو الضحية الأولى لكل تدهور يحصل في السياسة والتوجهات غير الرسمية للمجتمع اليهودي. والتدهور الآن تحكمه سياسات أريئيل شارون.

لقد أعلن شارون عن خطة الانفصال كخطوة في تعزيز المشروع الصهيوني، الحد الأقصى من الأرض مع الحد الأدنى من العرب. في جوهر خطة الانفصال منطق الانفصال عن العرب، وليس منطق الاعتراف بحقوقهم الشرعية في الحياة والحرية والسيادة. وهذا ما فعله الجندي الإسرائيلي، فهو أيضا أراد الانفصال عن العرب، وهو أيضا لم يؤمن بحقهم في الحياة والحرية والسيادة.